مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
هام جدا .. أرجو التثبيت :: صبري الصبري
الخميس ديسمبر 30, 2010 4:57 pm من طرف صبري الصبري
يُـجـري الآن تصويت في ألمانيا من أجل الاعتراف بالدين الإسلامي كدين أساسي كـ اليهودية والنصرانية، هذا …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 2
الحداثة الصحيحة [خواطر للتأمل (2)] بقلم سعيد سليمان:
الإثنين يوليو 26, 2010 5:18 pm من طرف سعيد سليمان
الحداثة الصحيحة [خواطر للتأمل (2)] بقلم سعيد سليمان:
مما لاشك فيه أن دور الأديب في المجتمع هو أخطر الأدوار
جميعا؛ فهو …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 6
رسالتي لبعض الحداثيين/وليد صابر شرشير
الثلاثاء يناير 13, 2009 4:49 am من طرف Admin
بسم الله الرحمن الرحيم
[ قراءة كاملة ]
ثم إنا قد نعلو أشواطاً في مديد القول وغلوّ الإبداع..ونكسب ود النخبة المتبوءة الساحة …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 4
الحداثة الصحيحة (خواطر للتأمل) بقلم سعيد سليمان:
الخميس يوليو 01, 2010 3:33 pm من طرف سعيد سليمان
الحداثة الصحيحة (خواطر للتأمل) بقلم سعيد سليمان:
إن العقل الواعي لا يرفض الحداثة كونها اصطلاحا فنيا. …
إن العقل الواعي لا يرفض الحداثة كونها اصطلاحا فنيا. …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 27
ما بين الشعر والنظم،وما بين النظم وما إليه
الأربعاء يناير 20, 2010 10:08 am من طرف Admin
ما بين الشعر والنظم،وما بين النظم وما إليه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً وقبل أن أخوض في ردي على …
[ قراءة كاملة ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً وقبل أن أخوض في ردي على …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
هلموا فاق المجمع وهب الطير من الوكن
الخميس يناير 22, 2009 7:37 am من طرف Admin
بسم الله الرحمن الرحيم
لمّا أقمنا مجمعنا وحققنا نتائج طيبة من حيث الشعور الغامر للأصاليين الأفذاذ …
[ قراءة كاملة ]
لمّا أقمنا مجمعنا وحققنا نتائج طيبة من حيث الشعور الغامر للأصاليين الأفذاذ …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
إدارة المجمع
زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية- 1 -
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية- 1 -
جميل السلحوت :
الملهاة الفلسطينية " زمن الخيول البيضاء "
ملحمة النكبة
صدرت في اكتوبر 2007 رواية :"زمن الخيول البيضاء" للاديب ابراهيم نصر الله عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ، تقع الرواية التي صمم غلافها ورسوماتها الداخلية الفنان التشكيلي البحريني احمد باقر في 510 صفحات من الحجم المتوسط .
بداية لا بد من التذكير بأن المؤلف مبدع متميز متعدد المواهب ، له باع طويل اثرى المكتبة العربية بأعماله الشعرية والروائية والنقدية ، فهو شاعر مطبوع صدر له اكثر من خمسة عشر ديوانا شعريا حتى الآن، وروايته – زمن الخيول البيضاء – هي روايته الثامنة ، كما ان له عدة كتب في النقد ، وترجمعت اعماله الروائية الى الانجليزية ، الايطالية ، الدنماركية ، والالمانية ، كما ترجمت بعض قصائده للغات اخرى منها البولندية ، التركية ، الفرنسية ، الالمانية ، الاسبانية ، والايطالية .
وقد حصل على عدة جوائز مرموقة عن اعماله الشعرية والروائية .
ومن الواضح لمن قرأ وتابع الأعمال الأدبية للمبدع ابراهيم نصر الله انه دائم التجديد في هذه الأعمال . وقد بلغ من الشهرة ما بلغ قبل هذه الرواية التي نحن بصددها ، فجاءت هذه الرواية الملحمية لتجعل منه نجم نجوم من كتب عن نكبة الشعبة الفلسطيني ، وحسب معلوماتي المتواضعة فإن روايته المحلمية لم تكن مسبوقة بأي عمل روائي يضاهيها ، كما انها غير متبوعة بما يضاهيها حتى الآن على الأقل ، فلقد قرأنا قبلها رواية "بير الشوم" لفيصل حوراني ورواية " باب الشمس " للروائي اللبناني الشهير الياس خوري ، وقرأنا بعدها – بعد زمن الخيول البيضاء – ورواية " الصعود الى المئذنة " للروائي المبدع احمد حرب التي هي عن فترة ما بين 1948 و 1967 ورواية " ماء السماء " للروائي المبدع يحيى يخلف ، ومع كل الابداع الذي جاء في الروايات الثلاث الا ان " زمن الخيول البيضاء " جاءت ملحمة روائية بكل المقاييس ، غطت مراحل ما قبل النكبة ، بفنية عالية ، وهذا بالطبع لا ينتقص من القيمة الابداعية للروايات التي ذكرناها .
الملهاة الفلسطينية :
يطرح الكاتب عدة ملاحظات بما يشبه المقدمة لروايته ، يذكر فيها انه بدأ مشروعه الروائي هذا في العام 1985 " بدأت العمل عليها اعدادا وتسجيل شهادات وتكوين مكتبة خاصة بها ، ولكن افضل ما يحدث ان الامور لا تسير حسب رغباتنا ، اذ اصبح العمل الطويل عليها هو الباب الذي سندخل منه خمس روايات ضمن هذا المشروع ، وبهذا فإن الرواية التي كان من المتوقع ان تكون الاولى اصبحت الاخيرة " ص5
ورواياته الخمس التي سبقت " زمن الخيول البيضاء "هي : " طفل الممحاة " و " طيور الحذر " و " زيتون الشوراع " و " اعراس آمنة " و " تحت شمس الضحى : .
واديبنا الذي لم يعش فترة النكبة ، فهو من مواليد عام 1954في مخيم الوحدات في الاردن ، استمع الى شهادات بعض من عاشوا النكبة " شهود من اربع قرى فلسطينة حملوا الحلم ذاته ، وماتوا الميتة ذاتها غرباء ، هذه الرواية أهديها الى أرواحهم "
عمي – جمعة خليل ، جمعة صلاح ، مرثا خضر ، كوكب ياسين طوطح . هذه الرواية تحية اليهم، وتحية لعشرات الشهود الذين لم يتوانوا عن تقديم خلاصات ذكرياتهم ، او استمعت الى بعض حكاياتهم ، مصادفة على مدى عشرين عاما " ص 5
وهو يهديها ايضا " للكتاب الفلسطينيين والعرب الذين ساهمت مذكراتهم وكتبهم في اضاءة الطريق لي ، وقد جرى تثبيت اسماء اعمالهم في نهاية الرواية " ص 5
وهكذا فإن اديبنا مهد الطريق للرواية من خلال ما دونه من افواه من عاشوا المرحلة ، ومن خلال عشرات الكتب التاريخية والادبية التي كتبت عن تلك المرحلة .
والسؤال يعود مرة اخرى حول الملهاة ، فالقول المأثور بأن" التاريخ يعيد نفسه مرتين ، مرة على شكل مأساة ومرة على شكل ملهاة" . فلماذا اسقط الكاتب المأساة ، وقبض على جمرة الملهاة ؟ وقد اثبت لنا الكاتب في ص509 في آخر الرواية " الملهاة وجذورها " كما جاءت في معجم لسان العرب ، وكأني به يهرب من المأساة بما تحمله من تراجيديا تنتهي بموت البطل ، الى الملهاة التي يريد ان لا تنتهي قبل ان يعود الحق الى اصحابه ، فمما جاء في لسان العرب ان " الانسان اللاهي الى الشيء : الذي لا يفارقه وقال : لاهى الشيء أي داناه وقاربه . ولاهى الغلام الفطام اذا دنا منه . قال تعالى : " لاهية قلوبهم " اي متشاغلة عما يدعون اليه . وقال " وانت تلهى " اي تتشاغل.
وواضح هنا ان الكاتب يريد تكريس " الملهاة " ويريد ان يبقى الفلسطينيون والعرب متمسكين بالملهاة الفلسطينية الى ان يعود الحق الفلسطيني ، وقد تكرر في الرواية اكثر من مرة ما جاء على لسان خالد الحاج محمود " انا لا اقاتل كي انتصر بل كي لا يضيع حقي "
وعودة مرة اخرى الى " زمن الخيول البيضاء " فالأديب المؤلف يقسم روايته الى ثلاثة ابواب أسمى كل باب منها كتابا وهي : الكتاب الاول : الريح ، الكتاب الثاني : التراب ،والكتاب الثالث البشر. والكتاب الأول يتحدث عن احوال البشر في اواخر العهد العثماني ، ويتحدث الثاني عن فترة الانتداب البريطاني ، والثالث عن الغزو الصهيوني لفلسطين ،وهكذا فإن زمن الرواية يمتد لأكثر من سبعة عقود .
ويلاحظ ان عودة اديبنا الى زمن اواخر العهد العثماني لم يكن عبثا ، ولم يكن من باب اطالة الرواية ، بل هو ضرورة تمليها ضرورة فهم النتائج المأساوية التي اوصلت الى النكبة ، فالنتائج دائما هي محصلة المقدمات والأسباب .
فالمظالم التي عاشتها فلسطين ، وعاشها شعبها العربي الفلسطين على ايدي الاتراك العثمانيين ، مثلهم مثل بقية اجزاء العالم العربي والاسلامي الذي كانت تتشكل منه الولايات العثمانية ،أهلكت البلاد والعباد ، فقد انتشر الفساد ، وسادت المظالم ، ولم يكن يهم الامبراطورية المريضة سوى جمع الضرائب بشتى السبل لتمويل حروبها في مناطق مختلفة ، غير عابئة بأوضاع السكان وسبل معيشتهم ، وأوكلت الى بعض اعوانها المحليين هذه المهمة ،وهؤلاء تعدوا الحدود بشكل لا يقبله منطق ولا عقل ، لا يشغلهم سوى خدمة اسيادهم ، والاثراء الفاحش على حساب قوت الناس ، كما كانت تفرض التجنيد الاجباري على الشباب ، وتقودهم الى حروب خاسرة وغالبيتهم لم يعودوا منها ،اضافة الى اعدام كل من كان يُشك في ولائه، وكل هذه الأمور هي التي مهدت الطريق امام الجيش الانجليزي كي يدخل فلسطين بسهولة في اعقاب الحرب الكونية الثانية ليمهد لاقامة " وطن قومي لليهود " بعد ان تخلت بريطانيا عن وعودها للعرب الذين ثاروا على المظالم التركية ، فوأدت حلمهم في الاستقلال والتحرر القومي .
ان القارئ للفصل الاول يخرج بنتيجة مفادها ان الخروج على الأتراك كان مبررا ، فهم المسؤولون بأعمالهم السيئة عن هدم دولة الخلافة ، وهم المسؤولون عن دفع سكان ولايات دولة الخلافة للتحالف مع البريطانيين ضدهم ، أو على الأقل عدم الدفاع عن ولاياتهم أمام الغزاة الجدد .
أمّا الباب الثاني في الرواية فقد تحدث عن اوضاع البلاد في بداية عهد الانتداب البريطاني ، هذا الانتداب الذي سهل الهجرة اليهودية الى فلسطين، تمهيدا لاقامة دولة اسرائيل تنفيذا لوعد بلفور المشؤوم ، ولم يكتف البريطانيون بذلك ، بل إنهم سمحوا للعصابات الصهيونية بالتدرب على السلاح وحمله ، في حين كانوا يعدمون الفلسطيني على رصاصة فارغة أو على سكين ،كما ان البريطانيين سلموا كافة معسكراتهم وأسلحتهم للعصابات الصهيونية-بما فيها من اسلحة ثقيلة كالدبابات ومدافع الميدان وحتى الطئرات الحربية- ليلة انسحابهم من فلسطين، ويلاحظ القارئ لهذا الباب ان البريطانيين اعتمدوا في بسط سيطرتهم على بعض المتنفذين وجُلّهم من الذين كانوا متعاونيين مع الأتراك لتنفيذ الاعتداءات والمظالم التي وقعت على الشعب الفلسطيني ، كما ان بعضهم كان من الاقطاعيين واصحاب المصالح المالية .
كما ان الكاتب طرح بطريقة ذكية وبفنية عالية ،دون مباشرة ودون خطابية، ان الكفاح الفلسطيني تركز في هذه المرحلة على مقاومة وطرد المستعمرين البريطانيين ، مع انه كان هناك الوعي الكافي لمخاطر الهجرة اليهودية ، وللأهداف الصهيوينة في فلسطين والمنطقة ، وقد رأينا في اكثر من مشهد كيف ان المقاومين الفلسطينيين لم يقتلوا أسراهم من اليهود الأصليين في هذه البلاد ، والذين كانت علاقاتهم أخوية مع الفلسطينيين العرب المسلمين والمسيحيين ، ففلسطين مهد الديانات السماوية ، وبلد التعدديات الثقافية ، وقد استشعر الفلسطينيون كما اليهود من اصل فلسطيني ان الشرور مصدرها اليهود المهاجرون من اوروبا ، كما تطرق الكاتب الى ان المستوطنيين اليهود قد استولوا على اراض فلسطينية شاسعة بالخداع ، وبدعم وحماية من المستعمرين البريطانيين.
ويتداخل الباب الثاني " التراب " مع الباب الثالث " البشر " ففي هذه المرحلة بنى اليهود المستعمرات الاستيطانية ، واقاموا الكيبوتسات الزراعية ، وبنوا مؤسسات الدولة حتى قبل قيامها .
وعندما ثبتت اقدامهم على الارض ، بدأوا اعتداءاتهم على القرى والمدن العربية المجاورة ، فقتلوا من قتلوا ، ودمروا ما دمروا ، واستولوا على مساحات جديدة من الاراضي ، ونشروا الرعب في البلدات العربية في محاولة منهم لاجبار الفلسطينيين على ترك ارضهم لكي ينجوا بأرواحهم، وكل ذلك بدعم ومشاركة من قوات الانتداب ، وبتحالف مع بعض العملاء ورجال الاقطاع .
ومن اللافت في ابواب الرواية الثلاثة ان أحد القواسم المشتركة فيها ان الفلسطينيين قاوموا الاحتلالات الثلاثة ، الأتراك والبريطانيين ، والمستوطنين الصهاينة ، وانهم – اي الفلسطينيين – تعرضوا لشتى انواع الاضطهاد والقمع من هذه الاحتلالات .
.
الملهاة الفلسطينية " زمن الخيول البيضاء "
ملحمة النكبة
صدرت في اكتوبر 2007 رواية :"زمن الخيول البيضاء" للاديب ابراهيم نصر الله عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ، تقع الرواية التي صمم غلافها ورسوماتها الداخلية الفنان التشكيلي البحريني احمد باقر في 510 صفحات من الحجم المتوسط .
بداية لا بد من التذكير بأن المؤلف مبدع متميز متعدد المواهب ، له باع طويل اثرى المكتبة العربية بأعماله الشعرية والروائية والنقدية ، فهو شاعر مطبوع صدر له اكثر من خمسة عشر ديوانا شعريا حتى الآن، وروايته – زمن الخيول البيضاء – هي روايته الثامنة ، كما ان له عدة كتب في النقد ، وترجمعت اعماله الروائية الى الانجليزية ، الايطالية ، الدنماركية ، والالمانية ، كما ترجمت بعض قصائده للغات اخرى منها البولندية ، التركية ، الفرنسية ، الالمانية ، الاسبانية ، والايطالية .
وقد حصل على عدة جوائز مرموقة عن اعماله الشعرية والروائية .
ومن الواضح لمن قرأ وتابع الأعمال الأدبية للمبدع ابراهيم نصر الله انه دائم التجديد في هذه الأعمال . وقد بلغ من الشهرة ما بلغ قبل هذه الرواية التي نحن بصددها ، فجاءت هذه الرواية الملحمية لتجعل منه نجم نجوم من كتب عن نكبة الشعبة الفلسطيني ، وحسب معلوماتي المتواضعة فإن روايته المحلمية لم تكن مسبوقة بأي عمل روائي يضاهيها ، كما انها غير متبوعة بما يضاهيها حتى الآن على الأقل ، فلقد قرأنا قبلها رواية "بير الشوم" لفيصل حوراني ورواية " باب الشمس " للروائي اللبناني الشهير الياس خوري ، وقرأنا بعدها – بعد زمن الخيول البيضاء – ورواية " الصعود الى المئذنة " للروائي المبدع احمد حرب التي هي عن فترة ما بين 1948 و 1967 ورواية " ماء السماء " للروائي المبدع يحيى يخلف ، ومع كل الابداع الذي جاء في الروايات الثلاث الا ان " زمن الخيول البيضاء " جاءت ملحمة روائية بكل المقاييس ، غطت مراحل ما قبل النكبة ، بفنية عالية ، وهذا بالطبع لا ينتقص من القيمة الابداعية للروايات التي ذكرناها .
الملهاة الفلسطينية :
يطرح الكاتب عدة ملاحظات بما يشبه المقدمة لروايته ، يذكر فيها انه بدأ مشروعه الروائي هذا في العام 1985 " بدأت العمل عليها اعدادا وتسجيل شهادات وتكوين مكتبة خاصة بها ، ولكن افضل ما يحدث ان الامور لا تسير حسب رغباتنا ، اذ اصبح العمل الطويل عليها هو الباب الذي سندخل منه خمس روايات ضمن هذا المشروع ، وبهذا فإن الرواية التي كان من المتوقع ان تكون الاولى اصبحت الاخيرة " ص5
ورواياته الخمس التي سبقت " زمن الخيول البيضاء "هي : " طفل الممحاة " و " طيور الحذر " و " زيتون الشوراع " و " اعراس آمنة " و " تحت شمس الضحى : .
واديبنا الذي لم يعش فترة النكبة ، فهو من مواليد عام 1954في مخيم الوحدات في الاردن ، استمع الى شهادات بعض من عاشوا النكبة " شهود من اربع قرى فلسطينة حملوا الحلم ذاته ، وماتوا الميتة ذاتها غرباء ، هذه الرواية أهديها الى أرواحهم "
عمي – جمعة خليل ، جمعة صلاح ، مرثا خضر ، كوكب ياسين طوطح . هذه الرواية تحية اليهم، وتحية لعشرات الشهود الذين لم يتوانوا عن تقديم خلاصات ذكرياتهم ، او استمعت الى بعض حكاياتهم ، مصادفة على مدى عشرين عاما " ص 5
وهو يهديها ايضا " للكتاب الفلسطينيين والعرب الذين ساهمت مذكراتهم وكتبهم في اضاءة الطريق لي ، وقد جرى تثبيت اسماء اعمالهم في نهاية الرواية " ص 5
وهكذا فإن اديبنا مهد الطريق للرواية من خلال ما دونه من افواه من عاشوا المرحلة ، ومن خلال عشرات الكتب التاريخية والادبية التي كتبت عن تلك المرحلة .
والسؤال يعود مرة اخرى حول الملهاة ، فالقول المأثور بأن" التاريخ يعيد نفسه مرتين ، مرة على شكل مأساة ومرة على شكل ملهاة" . فلماذا اسقط الكاتب المأساة ، وقبض على جمرة الملهاة ؟ وقد اثبت لنا الكاتب في ص509 في آخر الرواية " الملهاة وجذورها " كما جاءت في معجم لسان العرب ، وكأني به يهرب من المأساة بما تحمله من تراجيديا تنتهي بموت البطل ، الى الملهاة التي يريد ان لا تنتهي قبل ان يعود الحق الى اصحابه ، فمما جاء في لسان العرب ان " الانسان اللاهي الى الشيء : الذي لا يفارقه وقال : لاهى الشيء أي داناه وقاربه . ولاهى الغلام الفطام اذا دنا منه . قال تعالى : " لاهية قلوبهم " اي متشاغلة عما يدعون اليه . وقال " وانت تلهى " اي تتشاغل.
وواضح هنا ان الكاتب يريد تكريس " الملهاة " ويريد ان يبقى الفلسطينيون والعرب متمسكين بالملهاة الفلسطينية الى ان يعود الحق الفلسطيني ، وقد تكرر في الرواية اكثر من مرة ما جاء على لسان خالد الحاج محمود " انا لا اقاتل كي انتصر بل كي لا يضيع حقي "
وعودة مرة اخرى الى " زمن الخيول البيضاء " فالأديب المؤلف يقسم روايته الى ثلاثة ابواب أسمى كل باب منها كتابا وهي : الكتاب الاول : الريح ، الكتاب الثاني : التراب ،والكتاب الثالث البشر. والكتاب الأول يتحدث عن احوال البشر في اواخر العهد العثماني ، ويتحدث الثاني عن فترة الانتداب البريطاني ، والثالث عن الغزو الصهيوني لفلسطين ،وهكذا فإن زمن الرواية يمتد لأكثر من سبعة عقود .
ويلاحظ ان عودة اديبنا الى زمن اواخر العهد العثماني لم يكن عبثا ، ولم يكن من باب اطالة الرواية ، بل هو ضرورة تمليها ضرورة فهم النتائج المأساوية التي اوصلت الى النكبة ، فالنتائج دائما هي محصلة المقدمات والأسباب .
فالمظالم التي عاشتها فلسطين ، وعاشها شعبها العربي الفلسطين على ايدي الاتراك العثمانيين ، مثلهم مثل بقية اجزاء العالم العربي والاسلامي الذي كانت تتشكل منه الولايات العثمانية ،أهلكت البلاد والعباد ، فقد انتشر الفساد ، وسادت المظالم ، ولم يكن يهم الامبراطورية المريضة سوى جمع الضرائب بشتى السبل لتمويل حروبها في مناطق مختلفة ، غير عابئة بأوضاع السكان وسبل معيشتهم ، وأوكلت الى بعض اعوانها المحليين هذه المهمة ،وهؤلاء تعدوا الحدود بشكل لا يقبله منطق ولا عقل ، لا يشغلهم سوى خدمة اسيادهم ، والاثراء الفاحش على حساب قوت الناس ، كما كانت تفرض التجنيد الاجباري على الشباب ، وتقودهم الى حروب خاسرة وغالبيتهم لم يعودوا منها ،اضافة الى اعدام كل من كان يُشك في ولائه، وكل هذه الأمور هي التي مهدت الطريق امام الجيش الانجليزي كي يدخل فلسطين بسهولة في اعقاب الحرب الكونية الثانية ليمهد لاقامة " وطن قومي لليهود " بعد ان تخلت بريطانيا عن وعودها للعرب الذين ثاروا على المظالم التركية ، فوأدت حلمهم في الاستقلال والتحرر القومي .
ان القارئ للفصل الاول يخرج بنتيجة مفادها ان الخروج على الأتراك كان مبررا ، فهم المسؤولون بأعمالهم السيئة عن هدم دولة الخلافة ، وهم المسؤولون عن دفع سكان ولايات دولة الخلافة للتحالف مع البريطانيين ضدهم ، أو على الأقل عدم الدفاع عن ولاياتهم أمام الغزاة الجدد .
أمّا الباب الثاني في الرواية فقد تحدث عن اوضاع البلاد في بداية عهد الانتداب البريطاني ، هذا الانتداب الذي سهل الهجرة اليهودية الى فلسطين، تمهيدا لاقامة دولة اسرائيل تنفيذا لوعد بلفور المشؤوم ، ولم يكتف البريطانيون بذلك ، بل إنهم سمحوا للعصابات الصهيونية بالتدرب على السلاح وحمله ، في حين كانوا يعدمون الفلسطيني على رصاصة فارغة أو على سكين ،كما ان البريطانيين سلموا كافة معسكراتهم وأسلحتهم للعصابات الصهيونية-بما فيها من اسلحة ثقيلة كالدبابات ومدافع الميدان وحتى الطئرات الحربية- ليلة انسحابهم من فلسطين، ويلاحظ القارئ لهذا الباب ان البريطانيين اعتمدوا في بسط سيطرتهم على بعض المتنفذين وجُلّهم من الذين كانوا متعاونيين مع الأتراك لتنفيذ الاعتداءات والمظالم التي وقعت على الشعب الفلسطيني ، كما ان بعضهم كان من الاقطاعيين واصحاب المصالح المالية .
كما ان الكاتب طرح بطريقة ذكية وبفنية عالية ،دون مباشرة ودون خطابية، ان الكفاح الفلسطيني تركز في هذه المرحلة على مقاومة وطرد المستعمرين البريطانيين ، مع انه كان هناك الوعي الكافي لمخاطر الهجرة اليهودية ، وللأهداف الصهيوينة في فلسطين والمنطقة ، وقد رأينا في اكثر من مشهد كيف ان المقاومين الفلسطينيين لم يقتلوا أسراهم من اليهود الأصليين في هذه البلاد ، والذين كانت علاقاتهم أخوية مع الفلسطينيين العرب المسلمين والمسيحيين ، ففلسطين مهد الديانات السماوية ، وبلد التعدديات الثقافية ، وقد استشعر الفلسطينيون كما اليهود من اصل فلسطيني ان الشرور مصدرها اليهود المهاجرون من اوروبا ، كما تطرق الكاتب الى ان المستوطنيين اليهود قد استولوا على اراض فلسطينية شاسعة بالخداع ، وبدعم وحماية من المستعمرين البريطانيين.
ويتداخل الباب الثاني " التراب " مع الباب الثالث " البشر " ففي هذه المرحلة بنى اليهود المستعمرات الاستيطانية ، واقاموا الكيبوتسات الزراعية ، وبنوا مؤسسات الدولة حتى قبل قيامها .
وعندما ثبتت اقدامهم على الارض ، بدأوا اعتداءاتهم على القرى والمدن العربية المجاورة ، فقتلوا من قتلوا ، ودمروا ما دمروا ، واستولوا على مساحات جديدة من الاراضي ، ونشروا الرعب في البلدات العربية في محاولة منهم لاجبار الفلسطينيين على ترك ارضهم لكي ينجوا بأرواحهم، وكل ذلك بدعم ومشاركة من قوات الانتداب ، وبتحالف مع بعض العملاء ورجال الاقطاع .
ومن اللافت في ابواب الرواية الثلاثة ان أحد القواسم المشتركة فيها ان الفلسطينيين قاوموا الاحتلالات الثلاثة ، الأتراك والبريطانيين ، والمستوطنين الصهاينة ، وانهم – اي الفلسطينيين – تعرضوا لشتى انواع الاضطهاد والقمع من هذه الاحتلالات .
.
جميل السلحوت- أصاليٌّ
رد: زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية- 1 -
تحية لجهدك البارز الذي سيقوم في المجمع شاهد على العطاء الثر،والذي يخدم الأمة بأدب هادف شفيف..ننتظر مزيدك أيها الأصاليّ الدرب..
أخوكم
أخوكم
وليد صابر شرشير- رئيس مجمع الأصالة
- العمل و المؤهل الدراسي : درعميّ
الدولة : مصر
الأصالة هى كيان الأمة
وسام
أصاليٌّ:
(10/10)
رد: زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية- 1 -
هبات مداد معنونة بالنظر السديد...
هكذا يكون النقد
ابقَ بخير.
أخوكم
هكذا يكون النقد
ابقَ بخير.
أخوكم
Admin- الإدارة
- العمل و المؤهل الدراسي : رئيس مجلس الإدارة
الدولة : مصر
رئيس مجمع الأصالة
وسام
أصاليٌّ:
(10/10)
رد: زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية- 1 -
للتثبيت
للمطالعة والرفعة والأسلوب الأصاليّ
للمطالعة والرفعة والأسلوب الأصاليّ
Admin- الإدارة
- العمل و المؤهل الدراسي : رئيس مجلس الإدارة
الدولة : مصر
رئيس مجمع الأصالة
وسام
أصاليٌّ:
(10/10)
رد: زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية- 1 -
جميل التحليل البارع
دمت
التحية
دمت
التحية
محمد جابر- عضو
- تاريخ الميلاد : 14/05/1977
العمر : 47
العمل و المؤهل الدراسي : متسكّع!
الدولة : حدود الشمس
مواضيع مماثلة
» زمن الخيول البيضاء رواية ملحمية -2 -
» رواية همس الظلال والواقع المرّ
» المتحابّون(رواية سريعة التفاصيل)/وليد صابر شرشير
» رواية همس الظلال والواقع المرّ
» المتحابّون(رواية سريعة التفاصيل)/وليد صابر شرشير
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء فبراير 03, 2015 4:16 pm من طرف محمد الصالح الجزائري
» صنعاء :: شعر :: صبري الصبري
الجمعة سبتمبر 26, 2014 5:03 am من طرف صبري الصبري
» مآسينا :: شعر :: صبري الصبري
الثلاثاء مارس 04, 2014 1:12 am من طرف صبري الصبري
» الأزهر يتحدث
السبت أغسطس 10, 2013 12:29 pm من طرف صبري الصبري
» عشقتها :: شعر :: صبري الصبري
الأربعاء أبريل 03, 2013 2:48 pm من طرف صبري الصبري
» أفٍ لكم :: شعر :: صبري الصبري
الخميس مارس 28, 2013 3:53 am من طرف صبري الصبري
» الشيخ العريفي :: شعر :: صبري الصبري
الأحد يناير 13, 2013 2:13 pm من طرف صبري الصبري
» إشراقات الحج :: شعر :: صبري الصبري
الجمعة أكتوبر 19, 2012 1:26 pm من طرف صبري الصبري
» قهر المحبة :: شعر :: صبري الصبري
الإثنين أكتوبر 08, 2012 1:29 pm من طرف صبري الصبري
» إبليس ينشط :: شعر :: صبري الصبري
السبت أغسطس 25, 2012 4:34 pm من طرف صبري الصبري