كيف نرتب طبقات الأصلاء؟؟

مما لا شك فيه أن الحضارة العربية قد ازدهرت بفضل الذوق والحس المرهف والحدس النشط..وكل هذه أمور وسمات لابد منها لنهوض أمة من الأمم في حجم أمة أقامت حضارتها بلغة منضبطة وذوق غاية في الرهافة والرقيّ..ومما تجدر الإشارة إليه أن حيّز الذوق متنامٍ؛بمعنى أن الفرص المتاحة من رهافة ودقة ولغة حية متجددة تقبل ألفاظ جديدة وتقدر على بلورتها وتعانقها في مجدولة اللفظ العربيّ حتى لكأنها من أصل اللغة..وهذه سمة الفن النطقيّ الأوحد..وبذا ازدهرت الحضارة بفضل لسانٍ قويم منضبطٍ راقٍ..وقد أُنزل به القول الإلهيّ المعجز لأهل ذلك اللسان..
مجمل القول أن ما قام على شئ صعب القيام بدونه..ونظرية الأصالة ترى أن اللسان المنضبط هو أصل الرقيّ في الحضارة العربية ؛لذا فمن اتخذه ذوقاً وفهماً ونطقاً وكتابةً وإبداعاً وعلوماً ومنهجاً :كان أصيلاً..ويستحق لقب (أصاليّ...)وهذه النقاط التي تدل على تكملة معينة..تشير على الرتبة والطبقة ؛فليس كل من كتب بلغة الضاد و(تشعلق)في ذوق أمة أخرى..وانسلخ من الأمة روحيّاً وعمليّاً ب"الأصاليّ" أصلاً..وليس كل من كان له اللغة والهم العربيّ حضاريّاً ب"الأصاليّ طبقة أولى" نحن في حيّز تجميع الأصلاء لكن نريد أن نبني الأصول للرقيّ المنشود "فليس كل من ركب الخيول خيّال!!"..نريد بضمير منضبط حتى نقيم الذوق على أسس ومعايير منضبطة واعية:أن نرتب أنفسنا بأنفسنا مبدئيّاً..وأنا وحسب نظرية الأصالة لن أظلم من أحسن أصالته ونمّاها فكلنا خدم لتلك الأمة التي تضعضعت بأفعال من انتسبوا إليها وهم أعتى عليها من العدو العنكبوتيّ حرباً (سلاحية وفكرية وذوقيّة)..
كلٌّ سيترقّى معنا في هذه الساحة وكلنا يجب أن يتطهّر فكريّاً وذوقيّاً متى أردنا أن نُلحق أمتنا بعزها ورقيّها بجانب أن تساير التطور العالميّ رقيّاً وحضارةً لكن بأسس من ذوقها وسماتها ..وسوف نتحدث عن كل طبقة من هؤلاء الذين يتقون ويتقنون..وسوف نحيك ثوب الأمة بعصارة عقولنا وقلوبنا ..وسوف نبني ذاتنا من ينبوع عقولنا..إذاً أيها الأصاليّ المتكلم بلغة الضاد سلام عليك أيها النبيل الذي يخدم أمته،ويحاول إزالة ما يهمّشها ويجعلها تابعةً بلا سمة ولا كيان..ويقابل هذا الأصاليّ في جميع المجالات..يقابله"الذيليّ" التابع المنسلخ فكراً وإيماناً وذوقاً وكياناً..إننا أيها النشأ الذي خرج ويخرج من هذا السراب والتدهور نتجمّع ونحاول الصالح والوميض الخابي ليشعل ..إذاً أيها الأصاليّ فإلى الأمام لنسوس الخيل وننطلق..إذاً أيها النشء يجب أن نتربى بطريقة واعية..!!
وأنا وبنظريتي وكل وقتي وما ملكت يداي وفكري وقلبي لن آلو جهداً في سبيل منهجة وضبط إيقاع الذوق وما شاكله..ومن يريد أن ينضم للمجمع ويدخل حيّز الطبقات فليدرج اسمه واسم من يحبه من الأصلاء وأعماله وأفكاره ورؤاه..ومن يحبه هو هذا الذي يؤمن بأصالة عطائه..إذاً أيها الأصاليّ والوقت ليس في صالحنا لنتجمع في ساحة واحدة ؛لأننا بالفعل آمنا بلزوم النهوض في صحوة النهار الألق كشمسٍ على أمة تنظر في كساد وحرقة..
فليقسم من رأى نفسه أصيلاً ويحب الرفعة لأمته بمحاولة السير في ركاب الأصالة متى كنا على حق وصواب ونهضة ،وإذا كنا ننحو إلى غير ذلك فهو منا براء..ولكن لا يترك النظرية بل يمسك خيوطها مرجعاً إيّانا إلى الصواب والرشاد..
***
الطبقات سنبدؤها ذوقيّاً(لغة وإبداعاً وفكراً)..
والإبداع(نقداً وشعراً ونثراً)..
والفكر(دينيّ وأدبيّ وعلميّ)..
والشروط والسمات ستتحدد تبعاً لنظرية الأصالة في الذوق العربيّ..
والطبقات لن تتحجر ألبتة..بل سيكون هناك ترقي ما أبدى صاحبها التفوق الفكريّ والإبداع للإقتراب من روح الأصالة..وكما قلت هذا المجمع للأصالة وأصلاء الأمة..فلو لم يكن غير واحدٍ فردٍ أصيل معي لكفى؛لأنه ليس بالكم ولكن بالكيف كما تعلمون أو كما ستعلمون..!!
أحبتي الأجلاء المبادرة والبحوث والقيّم منها سيصدر في نشرة المجمع إن شاء الله..ونحض على الوجود الفعليّ..وما لقاؤنا بالنت إلا للإعلان والمشاركة والتعرّف والتقارب..ولقد وجدت أصلاء في العالم العربيّ سأحاول أضعهم بعد دراستهم وتمحيصهم في طبقاتهم المحددة تبعاً لأعمالهم وتجاربهم وتوجهاتهم..وكفى المرء أن يوصف بالأصالة ؛والأصالة ليست ذلك اللفظ المطاط كما سأشرح النظرية التي لن تخيّب آمال الجميع الذين ينظرون إلى الغرب بأنه المادة الدسمة للأخذ والرد والتبعية والإلتصاق المهين..وكما لا ننعي القطيعة بل الرفعة فإن باب التأثير والتأثّر معنون بالنظرية وله فكر وأطروحات..فقط نريد أن نعي أننا ننهض فلا ننغلق..ونتميّز فلا نتبع..وبالله التوفيق لي ولكم..

أخوكم ومجلّكم

وليد صابر شرشير

سيكون لها الشأن الأسمى بعون الله وتوفيقه..


فهياً لنفعّلها تفعيلاً..