تحفة القهار في عجائب بني صهيون وما خلفته من دمار وسبات بني قحطان في سلم الانهيار- محمد دخيسي أبو أسامة

هذا هو الفيصل وعليه ما اتصل..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخانا الذي أحترم وأقدّر...كان النثر وما زال روح الأريحية الغناء..صبابة الخواطر المنهلة..ترانيم أهل التأمّل..ووضوح أهل المجد والبُصر والبصيرة...كان النثر حقل الإنسيابية والطلاقة..وكان الذي لم ينتظم ليكون شعراً وإن حمل معاني الشعر ومقوماته الفنية..
كان النثر(العربيّ)خاطرة وبحث ومقالة وتأملات العرب..وكان الشعر(العربيّ)ديوان العرب!..وليس ذلك من تقليل شأن النثر لا سمح الله؛فالنثر شرح للشعر..النثر هو البحث والإستنتاج والإستنباط من التركيب الشعريّ العميق..ولو قلنا أن الحداثيين يعملون شروحاً شعرية على تمتماتٍ مبهمة، ومعانٍ سفيهة لما تقوّلنا وادّعينا..
//
نثرك صديقنا الألمعيّ يعرف طريقه الفنيّ الخصب..يلتزم السجع بقافية ورويّ موحّد..(ولعلنا لا نتمحّك في الشعر كبعض السفهاء!!)..لقد أبدعتَ نثراً أصيلاً ولم أشعر بالتكلف إلا في بعض الفواصل ولعلني لم أنعم النظر..
حقيقةً كانت أمتنا ماضيةً بفنيها الأصيلين مضاء الرفعة والبهاء..وكان المجد القوليّ يشار له بالبنان..لم يكن هناك اختلاط في الرؤى ،ولم يكن هناك ادّعاءات فارغة،وأصوات تنعق بما لا تسمع إلا دعاءً ونداءً صم بكم عمي فهم لا يرجعون..
//
أرجع المنفلوطي بهاء النثر وأحمد شوقي والمويلحي-رحمهم الله- وبعض أدباء الشام والمغرب..عرفوا قدر النثر وانطلق (الرافعي)بألمعية ونباهة ورسم خواطره فحقق للنثر مرجوه العربيّ..
//
كان السجع وقد اتُخذ بالمقامات والرسائل الأدبية قديماً هو الطرافة التي تشعر بعظم الفن القوليّ العربيّ هويّة ومنهاجاً..وأسلوب العرب هو الإستطراد في النثر وعدم التقيد..أو الإيجاز مع الإنتباه لمقدار الكلم وأن لكل مقام مقال.
وها نحن أولاء نستروح معكم معانٍ مبتكرة زانها السجع في كثير من الأحيان..ففن العربية ومضمار سباقها ألا وهو النثر في كيفية أن يكون"نثراً فنيّاً"...لا أن تضيع معالمه في هرطقات المضاحك الأسلوبية التي جعلتنا أضحوكة الأمم..رعى الله الأصلاء نباهة ومعدن ودربة..
أخوكم