مَجْمَعُ الأصَالةِ
أهلاً بالأصاليّ الذي يؤمن بالفارق ذوقياً لرفعة أمة الضاد..هيا لنبنِ الحلم الذوقيَّ....سنرتفع سوياً بالتعاضد ودخول الجدية ؛
لنلتقط مجدنا..

وليد صابر شرشير


https://2img.net/u/1611/18/91/85/smiles/455625.jpg

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مَجْمَعُ الأصَالةِ
أهلاً بالأصاليّ الذي يؤمن بالفارق ذوقياً لرفعة أمة الضاد..هيا لنبنِ الحلم الذوقيَّ....سنرتفع سوياً بالتعاضد ودخول الجدية ؛
لنلتقط مجدنا..

وليد صابر شرشير


https://2img.net/u/1611/18/91/85/smiles/455625.jpg
مَجْمَعُ الأصَالةِ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كيف نرتب طبقات الأصلاء؟؟
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالثلاثاء فبراير 03, 2015 4:16 pm من طرف محمد الصالح الجزائري

» صنعاء :: شعر :: صبري الصبري
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالجمعة سبتمبر 26, 2014 5:03 am من طرف صبري الصبري

» مآسينا :: شعر :: صبري الصبري
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالثلاثاء مارس 04, 2014 1:12 am من طرف صبري الصبري

» الأزهر يتحدث
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالسبت أغسطس 10, 2013 12:29 pm من طرف صبري الصبري

» عشقتها :: شعر :: صبري الصبري
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالأربعاء أبريل 03, 2013 2:48 pm من طرف صبري الصبري

» أفٍ لكم :: شعر :: صبري الصبري
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالخميس مارس 28, 2013 3:53 am من طرف صبري الصبري

» الشيخ العريفي :: شعر :: صبري الصبري
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالأحد يناير 13, 2013 2:13 pm من طرف صبري الصبري

» إشراقات الحج :: شعر :: صبري الصبري
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالجمعة أكتوبر 19, 2012 1:26 pm من طرف صبري الصبري

» قهر المحبة :: شعر :: صبري الصبري
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالإثنين أكتوبر 08, 2012 1:29 pm من طرف صبري الصبري

» إبليس ينشط :: شعر :: صبري الصبري
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Emptyالسبت أغسطس 25, 2012 4:34 pm من طرف صبري الصبري

نحن ننمى اللغة العربية وننسف عصر الجاهلية

الأحد يونيو 07, 2009 11:48 am من طرف إيهاب منصور

نحن ننمى اللغة العربية وننسف عصر الجاهلية

تعاليق: 2

هام جدا .. أرجو التثبيت :: صبري الصبري

الخميس ديسمبر 30, 2010 4:57 pm من طرف صبري الصبري

يُـجـري الآن تصويت في ألمانيا من أجل الاعتراف بالدين الإسلامي كدين أساسي كـ اليهودية والنصرانية، هذا …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 2

الحداثة الصحيحة [خواطر للتأمل (2)] بقلم سعيد سليمان:

الإثنين يوليو 26, 2010 5:18 pm من طرف سعيد سليمان


الحداثة الصحيحة [خواطر للتأمل (2)] بقلم سعيد سليمان:







مما لاشك فيه أن دور الأديب في المجتمع هو أخطر الأدوار
جميعا؛ فهو …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 6

رسالتي لبعض الحداثيين/وليد صابر شرشير

الثلاثاء يناير 13, 2009 4:49 am من طرف Admin

بسم الله الرحمن الرحيم



ثم إنا قد نعلو أشواطاً في مديد القول وغلوّ الإبداع..ونكسب ود النخبة المتبوءة الساحة …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 4

الحداثة الصحيحة (خواطر للتأمل) بقلم سعيد سليمان:

الخميس يوليو 01, 2010 3:33 pm من طرف سعيد سليمان

الحداثة الصحيحة (خواطر للتأمل) بقلم سعيد سليمان:

إن العقل الواعي لا يرفض الحداثة كونها اصطلاحا فنيا. …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 27

ما بين الشعر والنظم،وما بين النظم وما إليه

الأربعاء يناير 20, 2010 10:08 am من طرف Admin

ما بين الشعر والنظم،وما بين النظم وما إليه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً وقبل أن أخوض في ردي على …

[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 1

صورة أصالية

الأحد يناير 31, 2010 11:48 pm من طرف محمد خليل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تعاليق: 0

نحن لا نستورد الذوق

الجمعة مايو 22, 2009 1:34 am من طرف Admin

نقول بكل أصالتنا:

نحن لا نستورد الذوقَ،بل نصدّره!!

تعاليق: 0

هلموا فاق المجمع وهب الطير من الوكن

الخميس يناير 22, 2009 7:37 am من طرف Admin

بسم الله الرحمن الرحيم

لمّا أقمنا مجمعنا وحققنا نتائج طيبة من حيث الشعور الغامر للأصاليين الأفذاذ …


[ قراءة كاملة ]

تعاليق: 1

تصويت

هل تريد أن تكون أصاليّاً بحق؟!

 
 
 
 

استعرض النتائج

من نحن؟

مَجْمَعُ الأصَالةِ للأدب والذوق العربيّ الأصيل..وتصنيف المبدعين من حيث نظرية الأصالة العربية.. وهى جمعيّة أدبية موثّقة لها قانونها ونظريتها....
المؤسس/وليدصابر شرشير


إدارة المجمع
 

نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

مُساهمة من طرف محمد خليل الإثنين فبراير 22, 2010 1:53 pm

نظرية الشعر عند المعري

د. فليح مضحي السامرائي
العراق


مدخل :

تعد قضية الشعر من القضايا الجوهرية التي شكلت جزءاً مهماً من حياة أبي العلاء المعري ونعلم انه عاش في عصر ذهبي للنقد العربي وتطوره، وهو القرن الرابع الهجري، إذ تطورت الآفاق النقدية ، وتشعبت وترسخت أسسها ، وبرز نقادها اللذين تركوا بصمات جليلة لا يمكن لناقد متمرس أو أديب مبتدئ إن يغفل تلك الأسس والقواعد التي وضعها نقادنا الأوائل ، وبخاصة من عاش منهم عصر النضج والاكتمال للنقد ، ومن هؤلاء ابن طبا طبا وقدامة والقاضي الجرجاني ، ومن تلاهم من نقاد القرن الخامس الهجري ، أمثال الثعالبي والعميدي وعبد القاهر الجرجاني .
وضع هؤلاء النقاد القواعد الأساسية لنقدٍ عربي ظل يتوهج ويشع بريقاً حتى عصرنا هذا .
وبما أن أبا العلاء المعري من مجايلي هؤلاء والمولود سنة363هـ ، فلا أحد ينكر اٍنه غذى أفكاره وطورها من تراث من سبقه ، على اعتبار (( أن الشاعر مأخوذ بتقليد سابقيه )) (1) ، أو على الأقل اكتسب ثقافة العصر الذي عاشه ، فضلاً عما استفاد منه من خلال خبرته ودراسته للعلوم وإطلاعه على كل ما كتب في ذلك الوقت ، ومثلما هو معلوم أن التطور الفكري والثقافي والنقدي وصل إلى ذروته عندما (( تراخت الأيام بالعربية الصريحة ، ونفذت العجمة إلى الملكات جد النقد . . . )) (2) ، إذ كان للمعري الفرادة في تكوين منهج ونظرية نقدية أسس بها قواعد مستقبلية لدراسي نظرية الشعر فيما بعد ، وكان للعقلية المتفتحة والعلمية وسعة الإطلاع ، وحافظة قل نظيرها ، الأثر لكبير في تكوين تلك الشخصية التي أثرت وشغلت النقاد فيما بعد لعدة قرون ، مستدلين بذلك ما وصلنا من مؤلفاته الكثيرة والمتعددة العلوم والأغراض ، إذ ألف في العربية مثلما ألف في علوم الحديث والتفسير والسير وفي التاريخ ، وهذا دليل على تنوع ثقافة المعري وسعة إطلاعه ، واٍنه صاحب عقلية متفردة وأفق واسع ، ساعده لأن يكون من موسوعي عصره ، واٍنه صاحب منهج ونظرية نقدية وشعرية لا يمكن إغفالها أو عدم الاعتماد عليها أو الارتشاف من نبعها الصافي . فهو بصير وحاذق في النقد رغم فقدانه البصر وظاهر وبارز على الرغم من محاولات إخفائه ونعلم كم حاول المغرضون طمس الحقيقة وإطفاء البينه عندما حيكت مبدعينا المؤامرات ، ومنهم المعري في محاولة للتشويه والتقليل من إبداعه (3) . واليوم يعيد التاريخ نفسه إذ تتكالب على أمتنا وأدبنا المؤامرات فما أحوجنا لإبراز الحقيقية وإعطاء كل ذي حق حقه .
أن نظرية الشعر عند المعري تعدٌ من أهم القضايا التي عالجها واهتم بها ، وكان له تفاعل واندماج معها ، ومن فترة مبكرة من حياته مع الشعر ، متذوقاً وناقداً وشاعراً وحافظاً الكثير من الأشعار لمجايليه ولمن سبقه من الأدباء في القرون السابقة لعصره ، فهو يحاكي الشعراء ، ويروي عنهم ، ويستشهد بأشعارهم ، ويوجه سهام نقده لهم .
ومن خلال هذا البحث - نظرية الشعر عند المعري- ومحاورهُ
المختلفة المتمثلة بمحاولة في تعريف الشعر ، ومفهوم العرب للشعر في منظور المعري ، والمفهوم الأخلاقي في الشعر من خلال الصدق والكذب ، وحدود السرقات الأدبية ، والإيقاع ونظرية العروض عند المعري . تظهر لنا هذه المحاور اكتمال شخصية المعري في عملية نقد الشعر وتأسيس نظرية للشعر يتفرد بها دون غيرة تكون الأساس الشخصية نقدية وصاحب نظرية أسس لقواعد مستقبليه لنظرية شعرية عربية نضجت عند المعري ، وهي تدل على ذوقيه عالية ومتفردة الشخصية نادرة تجعلنا نقف بإجلال وإباء لتلك الشخصية العظيمة .

محمد خليل
مشرف عام

الموقع :
http://gihane.com/vb/images/laqeb/11.gif

وسام
أصاليٌّ:
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Left_bar_bleue10/10نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty_bar_bleue  (10/10)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty رد: نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

مُساهمة من طرف محمد خليل الإثنين فبراير 22, 2010 1:54 pm

محاولة في تعريف الشعر :


شغلت قضية الشعر تفكير أبي العلاء المعري ، وأصبحت من القضايا التي اعتنى بها ، ووضع أسساً لها ثابتة ونحن نعلم أن . (( أبا العلاء المعري ممن انتهت أليهم
زعامة شعر العرب منذ أواخر القرن الرابع الهجري )) (4) ، ليكون فيما بعد نظرية لها أصولها وقواعدها التي يعتمدها دارسوا الأدب ونقاضه من بعده .
إن قضية الشعر وتعريفه وردت في نصوص كثيرة وبارزة ومعروفة في كتب المعري ، وهو لم يغفلها ، أو يتجاهلها مثلما فعل من سبقه من النقاد ، فنجد في مؤلفاته تعريفاً هنا ورؤية نقدية هناك ، كلما اٍقتضت الحاجة لذلك ، فقد كون بذلك رأياً نقدياً خاصاً به ، حتى واٍن قلنا اٍنه اعتمد أو تأثر بمن سبقه من النقاد ، والاستفادة من أرائهم النقدية أمثال أبن طبا طبا الذي عد الشعر بأنه (( كلامُ منظوم بائن عن المنثور )) ( 5) ، ويرى الدكتور جابر عصفور أن أبن طبا طبا ذهب بهذا التعريف مذهباً شكلياً وبنا تعريفه على أن الشعر يقوم على الذوق والطبع (6) ، أما قدامة بن جعفر فقد عرف الشعر بأنه (( قول موزون مقفى يدل على معناه )) (7) ، فنلتمس من هذه التعريفات وغيريها من ما لم يذكر أن النقاد أطلقوا تعريفاتهم كل حسب تصوره ومجال فهمه لفن الشعر ، واٍن ذكر مثل هذه التعريفات هي بمثابة المفاتيح للدخول إلى عالم المعري في تعريف الشعر ، تتبصر لدينا حديقتان : الأولى إن المعري لم يكن السباق للخوف في مثل هذا المجال ، والثانية الأهم هي التعرف على الأسس والقواعد التي وضعها أبو العلاء المعري ركيزة أساسيه لدارسي الأدب عامة ونقد الشعر خاصة وكيفية الاعتماد عليها كقواعد فاعلة في اللغة والنقد وضعها المعري في تكوين نظرية الشعر ، وبمعنى أدق في تعريف الشعر .
إن كتب أبي العلاء الغزيرة لا تكاد تخلو من تعريفات واضحة أو ضمنية لتعريف الشعر وفي أكثر من موضع فيها ، وقد وقفنا على نصوص في هذا المجال ، وربما يعد أهم نص وهو ما جاء في ًرسالة الغفران ً ، وفي حديث أبي العلاء مع خازن الجنتان عندما تساءل عن الأشعار ، ويرد عليه بقوله (( الأشعار جمع شعر والشعر كلام موزون تقبله الغريزة على شرائط إن زاد أو نقص أبانه الحس )) (Cool ، وهنا يشير المعري إلى عنصر هام في الشعر وهو الموسيقى ولما تشكله من مكونات الإنتاج الشعري بالاٍضافة إلى انه يشير إلى عنصراً لا يقل أهميه عن سابقه ، وهو عنصر الطبع الشعري (9) ، ويطلق المعري في هذه التعريف سمتين دلاليتين يجب إن يتسم بهما الشاعر وهما الموسيقى ( الوزن ) والطبع ( التطبع ) وفي هذا تكمن الذوقية الشعرية التي يحملها المعري ، وهي جزء من ثقافته الأدبية . إذ إن هذه الكلام ( التعريف ) دال (( على وف المعري وقدرته على ربط الغريزة بالموسيقى فيه )) (10) . إن الشعر عند أبي العلاء المعري لم يكن بهذه الأطر الضيقة ، بل هو أعم وأشمل من ذلك بكثير ، فالشعر عند أبي العلاء يعد (( صناعة ، ويسمى الشاعر لذلك صانعاً )) (11) .
إن عد الشاعر صانعاً عند أبي العلاء بمعنى أنه جعل لحرفة الشعر شروطاً وقواعد لا يقوى عليها إلى القليل ممن يحملون مهارات صاحب الصنعة ، وهي تتطلب مهارات خاصة على اعتبار أن الصناعة فن من الفنون . وإن تسمية الشعر بالصناعة والشاعر لذلك يصبح صانعاً ليست بجديدة على عهد وعصر المعري على الرغم من ورودها في مقدمة ديوانه ً سقط الزند ً ، وإنما سبقه في ذلك أبن سلام عندما وصف الشعر بأنه صناعة ، فالناقدان أبن سلام والمعري أجمعا على أن الشعر صناعة ، وهذه التسمية موغلة في القدم إلى زمن اليونان عندما كتب عنها أرسطو في كتابة ( فن الشعر ) ، وهنا أشارة تنويرية على ثقافة المعري وأطالعه على الثقافات الأخرى التي سبقت عصره .
أن الشعر عند المعري وفي كل تعريف ورد عنه وضمته أمهات الكتب يعرف الشعر بأنه صناعة ، وهذه الصناعة (( ترافقه الخبرة ويلزمها التمرس )) (12) ، وهنا دلالة أخرى على إن أبي العلاء المعري قد وضع شروطاً لتعريف الشعر ، وربما نسميها قواعد وأسساً كان من أولها الخبرة ، ولكي يميزها عن غيرها من الصفات جعل لها أقساماً وتفرعات تبنى على أساس الغريزة والعلم والمعرفة ، إذ يقول بهذا الصدد في مناسبة تعريفه للشعر : (( الشعر طبع في غريزة الآدميين )) (13) ،وهنا تأكيد على عناصر ثلاث لا بد من توافرها عند الأشخاص الذين يستطيعون قول الشعر ، والشيء الأخر الذي يريده المعري هو العلم ، والمقصود به العلم بالشعر والدربة عليه ، ومعرفة لكل شاردة وواردة فيه وطرق نظمه والتمرس عليه ، يضاف لكل ما أسلف المعرفة بالعروض ، أي أنه كيف يوزن الشعر وكيف يبنى البيت وكيف تكون قافيته .
وهو بهذا – أي المعري – يضع أسساً مهمة لمفهوم الشعر ، لا يمكن لدارسي النقد إغفالها أو على أقل تقدير التغاضي عنها في أطلاق أحكامهم في تعريف مفهوم الشعر ، المعري جمع لنا احكاماً أساسية لمفهوم الشعر ، ما أن تطبق بشكلها الصحيح من قبل النقاد حتى تصبح بمثابة قانون ساري المفعول لعملية نقدية تستمر لأجيال متلاحقة .

محمد خليل
مشرف عام

الموقع :
http://gihane.com/vb/images/laqeb/11.gif

وسام
أصاليٌّ:
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Left_bar_bleue10/10نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty_bar_bleue  (10/10)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty رد: نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

مُساهمة من طرف محمد خليل الإثنين فبراير 22, 2010 1:54 pm

مفهوم العرب للشعر في منظور المعري :

ظل الشعر منذ أن عرفته العرب في بدايته المصور البارع لحياتهم ، إذ لا يمكن الاستغناء عنه لما يمثله من ديمومة لحياة العربي بكل تفاصيلها الدقيقة إذ (( لم يكن الشعر عند العرب يمثل جوانبه الفنية والجمالية فقط )) (14) ،بل إنه يمثل كل أمور حياتهم والتغني بأمجادهم ، مما دفع بعض النقاد إلى الاعتقاد بأن الشعر يقتصر على العرب دون سائر الأمم إذ يقول الثعالبي : (( الشعر عمدة الأدب وعلم العرب الذي اختصت به عن سائر الأمم وبلسانهم جاء كتاب الله المنزل )) (15) ، واتبعه الرأي الجاحظ عندما جعل الشعر يقتصر على العرب دون سائر الأمم ، مما حدا بالمعري إلى الانتباه في هذه المسألة ومعالجتها ، فيورد أراء الثعالبي والجاحظ في ً رسالة الغفران ً (16) ، وكأن المسألة فيها توافق من قبل المعري على اقتصار الشعر على العرب فقط ، ولكن هذا الرأي لم يعزز بإسناد آخر في كتب المعري الأخرى ، فيبقى رأياً يسوده الوهن لاعتماده على مصدر واحد وهو وروده في رسالة الغفران ، ولكن عند التمعن في النصين جيداً يتميز لدينا رأي أخر غير الذي ذكر ، إذ يتبين لنا أن المعري له رأي لا يتقبل الشك ، ويكتشف عند قراءة ً رسالة الصاهل والشاحج ً. إن هناك شعراً لدى الأمم الأخرى كالأمة العربية ، ويقول (( من يزعم أنه يقدر على موزون القول ، وإنما ذلك فضيلة للأنس )) ( 17) ، وهذا قول لا لبس فيه ولا غموض ، وبان رأي المعري بوجود شعر لدى الأمم الأخرى ، ولم يستثن أمة دون سواها ، فهوا يتحدث عن اليونانية مثلما يتحدث عن غيرها . وبهذا يثبت أن العرب تقول الشعر وتذكر فيه مآثرها وأيامها حالها حال بقية الأمم الأخرى ، وليضعنا أمام حقيقة أخرى بعد حقيقة تعريف الشعر ، ومعرفة العرب به ، وهي مفهوم العرب للشعر ، وكيف تعددت الأغراض الشعرية عند العرب من مدح وهجاء وفخر وغزل ورثاء . وهذه الإغراض وغيرها لم يتطرق إليها المعري بصورة مباشرة وفي موضوعات مستقلة ، وإنما يذكرها لنا عند ورود المناسبة كقول بيت شعر أو الاستشهاد به ، مادحاً أو ذاماً صاحب البيت مصدراً حكماً نقديا ً متطرقاً لغرض شعري معين . وليس غريباً أن تجد اختلافاً في رأي المعري عند إصدار أحكامه ، والسبب يعود لأمرين : الأول أنه شاعر ، والثاني معرفته قيمة الشعر عند العرب ( 18) . كذلك يصادفك وفي أحيان كثيرة أن المعري يشن هجوماً على الأغراض الشعرية موضحاً من أنه لا جدوى بها ، وأنها قليلة الفائدة ضارب لنا مثلاً عن مدح كعب للرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في قوله (( ما الذي أفاده رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما امتدحه كعب وحسان )) (19) . معلقاً على مسألة مهما في غرض المديح ، وهي اندفاع الشعراء إلى الاكتساب المادي من أشعارهم ، حين يصف شعر التكسب بقوله :

وسوائل الأشعار غير لوا بث ولو ارتدين سوا ئد الأشعار (20)
وهكذا حال بقية الأغراض كالهجاء مثلاً في وصف بعض الشعراء بأنهم غير صادقين ، ولكن هذه المسألة يحسمها المعري بأن يضع رأياً نقدياً ، وفيه اعتراف صريح (( بأن سوء الاعتقاد لا يؤدي إلى رداءة شعر صاحبه )) ، وهي إشارة إلى قضية فصل الدين عن الشعر . وبهذا تظل قضية الشعر ومفهوم العرب له من الموضوعات التي لم تحسم لا عند المعري ولا عند غيره ، بل ظلت محط اهتمام النقاد واختلافهم حولها وإثارة الإشكاليات المتعددة والتي شغلت اهتمام النقاد ، وشعبت دراساتهم حتى يومنا هذا .

محمد خليل
مشرف عام

الموقع :
http://gihane.com/vb/images/laqeb/11.gif

وسام
أصاليٌّ:
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Left_bar_bleue10/10نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty_bar_bleue  (10/10)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty رد: نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

مُساهمة من طرف محمد خليل الإثنين فبراير 22, 2010 1:55 pm

المفهوم الأخلاقي في الشعر من خلال الصدق والكذب :

ظلت قضية الصدق والكذب عند الشعراء من القضايا التي شغلت كثيراً من نقادنا قديماً وحديثاً ، وهي بالنتيجة أصبحت تأخذ اتجاهين : الأول مع الصدق والثاني ضده الأول ((مؤيد للصدق وداع إلى حرفية الشعر ومطابقته للواقع الخارجي )) (21)، والثاني (( ذاهب إلى نصرة الخروج عن ربقة هذه المطابقة ومنح الشاعر أفاقاً رحبة يتجلى فيها خياله )) (22) . وقد أهتم النقاد بهذه القضية ، وشغلت تفكيرهم وأصبحت توجه وتوضع قواعدها وأسسها حسب رغبة الناقد ذاته أو حسب المنهج الذي يسير عليه والثقافة التي غذى أفكاره بها . إذ إن القضية هي مسألة تأثر وتأثير ، وليست أسساً وقوانين يجب الالتزام بها والسير على نهجها ، كما أن (( استقصاء جوانب التأثير كافة بين الشعراء محال )) (23) . وقد كان من أوائل من أهتم على الكرسي من اهتم بهذه القضية هو أبن طبا طبا ، وقد ألزم الشاعر بأن يكون أكثر صدقاً في التشبيهات (24) ، وفي مقابل ذلك يعارض أو يرفض الشعر المغرق في الوصف ، وموقف ابن طبا طبا نابع عن قضية وفكر إسلامي ملتزم بالصدق حتى في موضوع الشعر (25) . أما قدامة بن جعفر فقد أتخذ موقفاً مناقضاً لابن طبا طبا وهو الغلو ، ويرى الدكتور إحسان عباس أن الغلو عنده رديف الكذب (26) . معتمداً على القول ( أحسن الشعر أكذبه ) . أما أديبنا المعري فقد تطرق إلى مسألة الصدق والكذب ، وشغلت اهتمامه ، وهو لن يغفلها على اعتبار أنه شاعر ، بل أنه أهتم بمسألة الكذب في الشعر مثلما أهتم في الغلو ، وعلل المعري سبب تركه الشعر إلى ما يحمله ، أو يتصف به شعراءه بالكذابين كقوله (( وجدنا الشعراء توصلوا إلى تحسين المنطق بالكذب وهو من القبائح ))(27) .وفي هذا القول رأيان : الأول أن الكذب يفيد في أنتاج الجيد من الشعر ، والثاني أن الكذب من القبائح ، وهي صفة مذمومة .
أن قضية الصدق والكذب من القضايا التي شغلت تفكير المعري واهتمامه وعدها من المسائل الأخلاقية التي على المرء الالتزام بها . وقد كتب عن هذه
المسألة في أغلب كتبه فمؤلفه ً لزوم ما لا يلزم ً يبدأ بمقدمة نصحية في قوله (( من سلك في هذا الأسلوب ضعف ما ينطق به من النظام ، لأنه يتوخى الصادقة ، ويطلب من الكلام البرة )) (28) ، وهنا تأكيد من المعري على ضرورة الالتزام ، ويضرب لنا مثل عن ضعف شعر أمية بن أبي الصلت لعدم التزامه . وحفلت كتب المعري بالكثير من الإشارات عن موضوعي الصدق والكذب وصب جل اهتمامه بها ، وشغلت تفكيره كثيراً ، وربما يعود ذلك إلى ما يحمله من ثقافة تغيرت بتغير مراحل حياته ثم أثرت في شخصيته هذا من جانب ، والأخر تكوين تلك الشخصية بالروح الإسلامية ، وانعكاس ذلك على معظم مؤلفاته المتأخرة إلى النصف الثاني من حياته ، فهو يجيز الكذب تارةً ويرفضه أخرى ، يجيزه عند ما يطلق العنان لخياله الخصب من أجل إعطاء مجالٍ أكبر للإبداع ، ويتيح له فرصاً أكبر للنضوج ليعبر بصدق عن جوانب الحياة بكل صورها ، في مقابل ذلك يرفض الشعر الذي لا يعبر بصدق عن حياة واقعية ، أو انه يتعارض مع مبادئ الدين الحنيف . وهو بهذا يطرح أفكاره التي كان يسودها الترابط والانسجام فيما يخص قضية الصدق والكذب ، وذلك يعود لسببين : الأول أنه شاعر ينشد الشعر ومتذوق له ، والثاني أنه ناقد من طراز خاص ، فلهذا كان يسود آراءه الوضوح والصراحة بعيدة عن اللبس والغموض ، وهي تنم عن ذائقة نقدية من طراز خاص أيضاً .

محمد خليل
مشرف عام

الموقع :
http://gihane.com/vb/images/laqeb/11.gif

وسام
أصاليٌّ:
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Left_bar_bleue10/10نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty_bar_bleue  (10/10)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty رد: نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

مُساهمة من طرف محمد خليل الإثنين فبراير 22, 2010 1:56 pm

حدود السرقات الأدبية :

من جل اهتمام النقاط القدامى والحدثين على حد سواء ، وظلت تشكل ركناً مهماً في كتاباتهم ولقرون عدة موضوع السرقات الأدبية ، كونها قضية نقدية تتعلق بإبداعات الأدباء ذاتهم من جهة ، ولتعدد مسميات هذه القضية من جهة أخرى ، وقد أختلف النقاد على مفارقات عصورهم في إطلاق التسميات لمصطلح السرقات ، فالحاتمي في حلية المحاضرة سماها مثلا (( الأصطراف والاجتلاب والانتحال )) (29) . وعلى هذا المنحى وغيره أخذت قضية السرقات تتجه مناحي وتشعبات ومسميات وتقسيمات بحسب آراء النقاد ذاتهم ، وأصبح للشعراء أيضاً أراء في هذه المسألة ، ودخلت فيها موضوعات المشاحنات والخصومات والاتهامات ، التي يطلقها الشاعر تجاه شاعر أخر ، لتأخذ هذه القضية جزءً مهما من شغل النقاد ثم انقسامهم إلى فريقين أو ربما أكثر ، ففريقاً موافق ويتعامل مع الشعراء بعقلانية على اعتبار أن المسألة تتعلق بتوارد خواطر وأفكار وتأثر وتأثير . وفريق ثانٍ معارض متربص يحاول إضعاف الإبداع الفني عند الشعراء متهمهم بالسرقة تارة ، وإن ما قالوه قد سبق القول به من مشاعر آخر تارةً أخرى ، ولذا فإن ما قاله لا فائدة له .
أما ناقدنا المعري – وهو ما يهم أن نعرفه في هذه الدراسة – فقد تعامل مع المسألة – قضية السرقات – بحيادية إلى حد كبير واهتمام أكبر حاله حال بقية النقاد ، وربما كانت له خصوصية في هذه المسألة ، إذ أنه لم يطلق مصطلح السرقات على الموضوعات المتشابهة في أفكارها وفي مفرداتها بين الشعراء ، بل إنه أطلق مصطلح ( الأخذ ) ، وعلل لنا وليد محمود خالص على أطلاق هذا المصطلح من قبل المعري راجع لعدة أسباب : (30)

1_ إن السرقة فعل منكر قبيح يتهم الشاعر بشاعريته وبموقفه الأخلاقي نفسه .
2_ إن مصطلح السرقة يحاول سلب جهد الشاعر ، ويرده إلى من هم قبله .
3_ابتعاد المعري عن النزاع القائم بين الشعراء وأنصارهم وخصومهم .
بالإضافة إلى ما ذكر وجد مصطلح أخر عند المعري يطلقه لموضوع السرقات ، وهو أخلاقه لفظة ( السلخ ) ، ومن هذه الاستدلالات كلها ومن خلال التمعن في قراءة كتب المعري يتبين أنه كان مجنباً نفسه الخوض في مثل هذه المسائل ، و (( قد جنب نفسه التورط في هذه الخصومات جميعاً بالتزامه نهجاً محايداً موضوعياً )) (31) .
إذن القضية لم يهملها المعري / ولكنه تعامل معها بحذر وذكاء وجنب نفسه الخوض في تفاصيلها والدخول في متاهاتها بالإضافة إلى أنه حصن نفسه من نقد النقاد .
يتضح أن النهج الذي سار عليه المعري في خضم تلك الاتهامات ، أنه أتخذ منهجاً محايداً ، وعد المسألة – السرقات الأدبية – على أنها استفادة شاعر من شاعر أخر ، ولا نظن أن المعري على ثقافته وإطلاعه الواسع أهمل مثل هذه المسائل هذا من جانب ، أو أنه ترك شيئاً من المصطلحات الأدبية والنقدية ، ولم يتعرض لها ، أو يتطرق إليها ويدرسها من جانب أخر .
إن مسألة حدود السرقات الأدبية والتعرض لها تعامل معها بحذر وفطنة ، كما أسلفنا كذلك تعامله بعقلانية وفيها أنصاف ، مبتعد عن التجني والإتهام الذي يسيء إلى الآخرين .
لقد تعرضت كتب المعري إلى مسألة الأخذ ( السرقات ) كثيراً ولكنه ألحقها مسميات تعطي كل ذي حق حقه ، فالمعري يعلق على قول البحتري :

مهلاً فذاك أخوك ذو ألهيته عن لهوه وشغلته عن غمضه

فيقول له : (( وإنما أتبع أبا تمام لأنه كان يقفو أثره )) (32) .
وكذلك تطرق المعري لما استفاد منه المتنبي من سابقيه ، ووقف كثيراً على ما أخذه المتنبي ممن سبقه وأحسب أن المعري كان يتعامل بموضوعيه وجدية ، ولم تدفعه أهواؤه وميله إلى شاعر معين – المتنبي مثلاً _ نحو إطلاق أحكام تسيء إلى أي من الشعراء ، بل أنه كان ميالاً إلى الأنصاف دائماً .

محمد خليل
مشرف عام

الموقع :
http://gihane.com/vb/images/laqeb/11.gif

وسام
أصاليٌّ:
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Left_bar_bleue10/10نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty_bar_bleue  (10/10)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty رد: نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

مُساهمة من طرف محمد خليل الإثنين فبراير 22, 2010 1:57 pm

الإيقاع ونظرية العروض عند المعري :

أسلفنا في دراستنا هذه أن المعري لم يترك مصطلحاً إلا وتعرض له وشمله بالدراسة والتحليل والاهتمام ، ومن هذه المصطلحات التي كان لها الحظ الأوفر والنصيب الأكبر هو المصطلح العروضي والإيقاع ونظرية العروض ، فالمعري كان حريصاً في التعرض لهذه المصطلحات وتعامل معها على أساس إن لكل واحد منها دلالته فشملها باهتمام أوسع يختلف عن بقية المصطلحات الأخرى ، وذلك راجع لأمرين ، الأول أنه شاعر والعروض جزء مهم من حياته ، والثاني كونه ناقداً فالعروض يشكل مجال عمله كله . وقد ألف المعري ، وكتب في العروض على ما رواه القدماء ومنهم صاحب ً معجم الأدباء ً ، وصاحب ً الوافي بالوفيات ً وهذه المؤلفات لم يصلنا منها إلى ما ذكره الأقدمون ، أو ما حوته كتب المعري ذاته ، أي أن كتبه العروضية أصابها الضياع ، ومنها (( جامع الأوزان )) (33) . و (( مثقال النظم )) الذي ذكرها السيوطي في ً بغية الوعاء ً ، إلا إن فقدان هذه الكتب لا ينكر علينا أن المعري لم يكن صاحب نظرية عروضية ، بل على العكس من ذلك إنه كان صاحب نقد عروضي وأراء وقضايا عروضية حوتها كتبه الأخرى ، وتضمنت على مباحث لتلك المسألة (( وحتى الرسائل حوت قضايا عروضية كثيرة )) (34) ، وقد كان لمقدمة ً لزوم ما لا يلزم ً وقفة مهمة وجلية ضمنها أحكاماً عن القوافي وعيوبها وأنواعها وتقسيماتها ، وهذا يدل على إن المعري الناقد قد تعامل مع المصطلح العروضي ، وحوت كتبه أغلب المسائل العروضية ، وهذه صفة من صفت الناقد الناجح ، فإذا ما تعامل الناقد ، وأحسن التعامل مع العروض فأنه يصبح جديراً بالتمييز بين صحيح الوزن ، وبين ما فيه من عيب يسود قافيته ، يضاف لذلك تتكون له حاسة ذوقية وموسيقية تمنحه لأن يكون ناقداً من طراز خاص مثلما هو شاعر مبدع .
لقد شكلت نظرية العروض لدا المعري جزءً من اهتمامه ، وكان شغله الأول الدوائر العروضية وبحورها ، وقسم البحور إلى دوائر خمسة ضمت الأولى منها بحور (( الطويل والبسيط والمديد )) ، وقال (( إذا اعترضت الديوان ... كان أكثر ما فيه طويلاً وبسيطاً )) (35) ، ويلحق المديد بهما ، وليضعه في الدائرة نفسها .
أما الدائرة الثانية فقد وضع فيها (( الوافر والكامل )) واصفاً إياهما بأنهما لا يصلا إلى رتبة الطويل والبسيط ، وهي رتبة (( أملاك الشعر )) (36) ، وقد حوت الدائرة الثالثة في تقسيمات المعري للبحور (( الهزج والرجز والرمل )) ، وللمعري رأيه الخاص حول بحر الرجز ، كما (( يحفف من منزلة الرجز ، ويسخر من الرجاز دائماً )) (37) ، وفي هذه القضية اختلفت آراء الباحثين والنقاد ، ولا مجال للخوض في تفاصيلها . وتضم الدائرة الأخرى (( الرابعة )) وهي أكبر الدوائر ، وفيها ستة بحور (( السريع والمنسرح والخفيف والمضارع والمجتث والمقتضب )) ، وقال عنها المعري (( بأن فيها مهملاً ومستعملاً )) (38) ، ولم تجمع الدائرة الخامسة إلا بحر (( المتقارب )) ، وله في قضية المتقارب ولكونه وحيد في دائرته قولاً يدل على براعة الوصف عند المعري ، عندما يقول (( أرحمني ربٌ إذا صرت في الحافرة كالمتقارب وحيداً في الدائرة )) (39) .
لقد وضع المعري عدداً من الأحكام والمقاييس في عملية تفضيل البحور بعضها على بعض ، وربما هو أول من وضع هذه المفاضلة ، أما أغلب النقاد فلم يتطرقو إلى مسألة تفضيل البحور بعضها على بعض بصورة عامة ، أي أن (( تفضيل المعري عاماً يشمل البحور كلها )) (40) ، وهذا التقسيم وتلك المقاييس التي وضعها ناقدنا المعري تنم عن قدرات فردية (( توصل أليها بنفسه ))(41) ، وهي تدل على شخصية متفردة ولنظرية عروضية لا مثيلاً لها . وأما مقاييس البحور عند المعري فقد أوجزها لنا الباحثون على عدة أفكار وتقسيمات :

1_ الطول والقصر في البحر الواحد من حيث عدد تفعيلاته فجعل البحر الذي يحوي أربع تفعيلات يتقدم على البحر الذي فيه ثلاث تفعيلات ، إذ أن (( كثرة عدد التفعيلات يزيد من عدد الوحدات الموسيقية التي يستوعبها البيت )) (42) ، وهي مسألة تعطي مجالاً أوسع للشاعر لأن يتحرك في مجال أوسع وبالتالي أبداع أكبر .

2_ نظر المعري إلى الاستعمال الأكثر للبحر الواحد دون غيرة ، فرأى أن الطويل والبسيط هم أكثر البحور استعمالا عند الشعراء وأن أغلب قصائدهم وزنت على هذين البحرين ، ولهذا فضلهما على غيرهما من البحور ، وهذا العمل (( يدخل في باب الإحصائيات )) (43) ، ومسألة الإحصاء بالنسبة لدارسي النقد ، وهذه قضية كان للمعري السبق في اكتشافها وإظهار نتائجها المبهرة .

3_ إهمال المعري كثير من البحور ، وخاصة تلك التي كانت لا تستعملها العرب في وزن أشعارها ، أو إنها أوزان ضعيفة ، أو أنها لا تتناسق في حروفها مع بعضها البعض ، فالأساس عند المعري السهولة والانسياب والاستعمال الأكثر .
إن المعري يعد من الأوائل الذين ألفو نظرية عروضية تنم عن أنة صاحب ذوقية عالية منته لأن يكون السباق في وضع القواعد والأسس ، وربما الفرادة ، ولم يسبقه أحد في تقسيماته ولا في وضع الأسس والقواعد لنظريته العروضية بانياً لنفسه ثقافة عروضية دلت على أنه ناقد متمرس على الرغم من أنه لم يؤلف كتاباً مستقلاً يخص العروض ونظريته ، أو أنها فقدت على رأي أغلب الباحثين والرواة

محمد خليل
مشرف عام

الموقع :
http://gihane.com/vb/images/laqeb/11.gif

وسام
أصاليٌّ:
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Left_bar_bleue10/10نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty_bar_bleue  (10/10)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty رد: نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

مُساهمة من طرف محمد خليل الإثنين فبراير 22, 2010 1:58 pm

الهوامش :

(1) تأثر المعري في سقط الزند ، د . أحمد علي محمد ، وندوة أبي العلاء المعري ، ج1 ، 24 _ 27 تشرين الثاني 1997 م : 147.
(2) أبو العلاء المعري حياته وشعره ، مجموعة أبحاث ، لمجموعة باحثين ، المكتبة الحديثة ، بيروت ، ط 1 ، 1986 : 51 .
(3) ينظر مختارات من شعر المعري ، د. حسن طلب ، مجله أدب ونقد ، يصدرها حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي ، القاهرة ، العدد 240 أغسطس 2005: 49.
(4) ندوة أبي العلاء المعري ج 1 : 148 .
(5) عيار الشعر ، أبن طبا طبا العلوي ، تح طه الحاجري ، مطبعة الحجازي ، القاهرة ، 1956 : 3.
(6) ينظر مفهوم الشعر ، الدكتور جابر عصفور ، دار الثقافة ، القاهرة ، 1978 : 39 .
(7) نقد الشعر ، قدامة بن جعفر ، تح كمال مصطفى ، مطبعة الخانجي ، القاهرة ، د .ت : 12
(Cool رسالة الغفران ، أبو العلاء المعري ، مكتبة التحرير ، بغداد ، 1987: 115 .
(9) ينظر النقد واللغة في رسالة الغفران ، الدكتور أمجد الطرابلسي ، مطبعة الجامعة ، دمشق ، 1951 : 42 وما بعدها .
(10) اتجاهات النقد الأدبي في القرن الخامس الهجري ، دكتور منصور عبد الرحمن ، المطبعة المصرية ، القاهرة ، 1977 : 58 .
(11) أبو العلاء المعري ... ناقداً ، وليد محمود خالص ، وزارة الثقافة ، بغداد ، 1982 : 93 .
(12) المصدر السابق : 96.
(13) رسالة الصاهل والشاحج ، أبو العلاء المعري ، تح عائشة عبد الرحمن ، دار المعارف ، القاهرة ، 1969 : 194.
(14) أبو العلاء المعري ناقداً : 10 .
(15) يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر ، الثعالبي ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، 1956 : 16 .
(16) ينظر رسالة الغفران : 116، 125.
(17) رسالة الصاهل والشاحج : 161.
(18) ينظر أبو العلاء المعري ناقداً : 106.
(19) رسالة الصاهل والشاحج : 178.
(20) لزوم ما لا يلزم ، أبو العلاء المعري ، دار صادر ، د . ت : 1/ 58.
(21)، ( 22) . أبو العلاء المعري ناقداً :114.
(23) ندوة أبي العلاء المعري ، ج 1 : 147.
(24) ينظر عيار الشعر : 23.
(25) ينظر أبو العلاء المعري ناقداً : 115.
(26) ينظر تاريخ النقد الأدبي ، الدكتور أحسان عباس ، دار الثقافة ، بيروت ، 1978 : 36.
(27) لزوم ما لا يلزم : 1 / 39 .
(28) المصدر السابق .
(29) حلية المحاضرة في صناعة الشعر ، الحاتمي ، تح جعفر الكناني ، دار الحرية للطباعة ، بغداد ، 1979 : 2 / 29.
(30) ينظر أبو العلاء المعري ناقداً : 137.
(31) المصدر السابق : 138.
(32) عبث الوليد ، أبي العلاء المعري ، الشركة المتحدة ، دمشق ، 1978 : 256.
(33) تجديد ذكرى أبي العلاء ، طه حسين ، دار المعارف ، مصر ، 1976 : 226.
( 34) أبو العلاء المعري ناقداً : 237.
(35) رسالة الصاهل والشاحج : 640.
(36) ينظر أبو العلاء المعري ناقداً :240.
(37) المصدر السابق : 151.
(38) المصدر السابق : 240 .
(39) الفصول والغايات ، المعري ، تح محمد حسن زناتي ، الهيئة المصرية ، القاهرة ، 1977 : 174.
(40) أبو العلاء المعري ناقداً : 244.
(41) المصدر السابق .
(42) المصدر السابق : 245.
(43) المصدر السابق .

محمد خليل
مشرف عام

الموقع :
http://gihane.com/vb/images/laqeb/11.gif

وسام
أصاليٌّ:
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Left_bar_bleue10/10نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty_bar_bleue  (10/10)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty رد: نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

مُساهمة من طرف صبري الصبري الإثنين فبراير 22, 2010 10:32 pm

جزاكم الله خيرا
تحياتي

صبري الصبري
شاعر
شاعر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty رد: نظرية الشعر عند المعري / د. فليح مضحي السامرائي

مُساهمة من طرف محمد خليل الأحد يوليو 04, 2010 11:14 am

صبري الصبري كتب:جزاكم الله خيرا
تحياتي

الشاعر صبري الصبري

وجود لك زاهر

نرجو أن تكون بخير

أصالتي

محمد خليل
مشرف عام

الموقع :
http://gihane.com/vb/images/laqeb/11.gif

وسام
أصاليٌّ:
نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Left_bar_bleue10/10نظرية الشعر عند المعري  /  د. فليح مضحي السامرائي Empty_bar_bleue  (10/10)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى