قراءة في كتاب"من ذاكرة الأسر"

حقاً أستاذ/جميل السلحوت
فالواجب على الأديب الصادق أن يتناول المهم وأن ينفع الناس،أن يتعايش أحوال الأمة وهو في الوقت ذاته يبحث عن الجدوى والحلول للوصول بأدبه وكتابته إلى الوعى بدربة وأصالة..
وإنه من الواضح أن السير الذاتية بدأت تنحو للغرابة في التناول بغيّة أن تحوز إعجاب صفوة الحداثيين المتغرّبين..ولمّا أن ظهر للعيان أن السيرة توضيح ومجدولة اعتماد الخبرة والعظة..لا أن نشتّت القارئ برسم الهامشيّ القصيّ دونما عبرة ودونما اعتبار لا لقارئ أو لحتى ناقد(معتدل قيّم)..
السيرة قطاع عريض من حياةٍ منقضية لها أحوال وخصائص ورسوم،وأيضاً ففيها ملابسات وعبر..وكذلك فيجب أن تُصاغ بحرفية ولكن لا داعي للغموض والرتوش السوداء..يكفي أن اسطّر الرؤية ببيان وشكل يتّخذ شتى الأقنعة(الضمائر والأخيلة)دون ان يطغى الحالك بالحالك؛بمعنى أن نرتّب حتى السرد حسب المنفعة وليس حبّاً في التجديد..
وفيما يبدو أن كاتب" من ذاكرة الأسر" يسطّر برايته ما حدث مشيعاً العبرة والعظة والحل على الكارثة الحادثة..فكما أن الناقد يستقي حياة الكاتب من مجرة قلمه،وكما أن العمل سُبك بروح وإيمان الكاتب ..طالما أتاح الكتب الناجح خصائص النجاح لما يكتب ..