غزة يا صديقي الإمبراطور(أوباما)أبا هند!!

غزة يا صديقي الإمبراطور(أوباما)أبا هند!!


بين الدهشة والاستغراب وأنا أطالع الترجمة العربية في موقع الجزيرة لخطاب أوباما في زيارته الأولى لمصر،بين الحيرة الموغلة ،والدهشة المعتملة،والتقزز في آن؛حينما طالعت بين ثنايا الخطاب(الأوباميّ)آيات من الذكر الحكيم يستدل بها أوباما على التطرّف(وهو يشير علانية أن طالبان هم أساس التطرف)،بين الدهشة وهو يقول نقلاً عن كتاب الله تعالى:" من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".
وإنه أتى على آيةٍ من الذكر الحكيم تُشكِّل البعد الخطير في تاريخ الإنسانية؛مذ بغى قابيل على أخيه هابيل بغير حق،مذ كان التتار يهاجمون الأمة بغير حق،مذ كان الصليبيون يخربون وينهبون بغير حق،مذ كان الأوربيون يستعمرون بغير حق،مذ كان الصهاينة يُشرّدون أهل فلسطين بغير حق،ومذ أخذوا وعد بلفور بغير حق!!،ومذ ساندتهم أمريكا بغير حق،ومذ وقفت أمريكا مع البغي عشرات السنين ،ومذ طبّقت قانون الغاب على نحوٍ غير مسبوق،وافتعلت حرباً باردةً،ووضعت القواعد بالعديد من البلدان بغير حق،ومذ أن كانت لها اليد في قتل وتشريد وتصفية وعولمة الجميع بغير حق،ومذ..ومذ..
**
إن الآية يا أوباما إنما عليكم تشير،لم تُحسن الاختيار يا دكتور!،لم تُحسن الإصغاء إلى الحق لما أتاك!،لم تُحسن سبك وحبك مقولاتك المعسولة،لم تُحسن بالمرة خداع شعوبٍ لم يخدعها نابليون (ويا لمفارقة الخطابين المتشابهين،والصيغة والنبرة والدهاء)مذ أكثر من قرنين،أفتخدعها أنت يا سيد أوباما ؟!يا من سمعت الأذان في كينيا وأندونيسيا،وتتابعه في أمريكا!!!.
يا سيد أوباما الحق معنا؛لأنه لا يصح إلا الصحيح،وكما أتيتَ مختالاً مزهوّاً،وتابعتك شعوبٌ غُلبت على أمرها،صدقني لأنتم من يجب أن يستمع إلى الحق،يجب في نهاية التاريخ ووشك الحروب الضارية،وإحساس بالعواصف ودياجير النهايات،يجب أن تنصتوا للعقل الذي تدعون إليه،يجب أن تروا أنكم تشتركون بجريمةٍ بشعة في أفغانستان وفلسطين بالخصوص في قرن من الزمان ومازال نفس المخطط منكم وتدمير غزة تدميراً،بل وتصفية المقاومين والمواطنين،وسفكهم،وتشريدهم في كل آن..
السيد أوباما أعتز بأنكم تستخدمون التليين بالإقناع الديني،وهذا يظهر معرفتكم لخصومكم،ومعرفة نواحي التأثير فيهم،ولكن هذا لا ينطلي علينا؛إلا إذا شاهدنا نيةً واضحةً نحو حلول أكيدة واقعية،وليست وعود سحرية،بل وتهديد في ثنايا الخطاب..في قوله:
"نحن في أميركا سندافع عن أنفسنا محترمين في ذلك سيادة الدول وحكم القانون، وسنقوم بذلك في إطار الشراكة بيننا وبين المجتمعات الإسلامية التي يحدق بها الخطر أيضا لأننا سنحقق مستوى أعلى من الأمن في وقت أقرب إذا نجحنا بصفة سريعة في عزل المتطرفين مع عدم التسامح معهم داخل المجتمعات الإسلامية."
أي أن المتطرفين من وجهة نظر أمريكا كل ما يتعارض مع مصالحهم هم،وهو تهديد مقنّع واضح،وما يلي ذلك من كلام على القضية الفلسطينية كله عنجهية وعنصرية والكلام المكرور الذي لاكه أغلب رؤساء أمريكا،وأن المقاومة خطأ وأن إسرائيل لها الحق في التعايش،وأن فلسطين يجب أن تسمع لإسرائيل..إلى آخر تلك الترهات الأمريكية المملة المملوءة عجباً وعتواً.
إنّ قضايانا نعرفها يا سيد أوباما،وكذلك لا ينطلي علينا لا التهديد المقنع،ولا الترغيب الذي هو تهديد أكثر منه ترغيباً،وكما قال عمرو بن كلثوم لعمرو بن هند الملك:
أبا هندٍ فلا تعجلْ علينا وأنظرنا نخبّرك اليقينا
**
نعم نريد صدقاً وشفافية وسلاماً،لكن قبل هذا هل أوباما الذي يدافع عن الصهيونيين في مقاله أو كلمته،ويهدد التطرف(الذي لم يشر لصفاته وكنهه!!)وسيشكل العالم وجهة حسب رؤية أمريكا،يريد ما قاله حقاً ويعنيه،أم يشعر بمدى سذاجة شعوبنا ولهذا صاغ أضحوكة من أضاحيك الدهاة السياسيين في الكونجرس؟؟..
على كلٍّ كفانا أن نكون أضحوكة لكل متسلق لكرسيّ الرئاسة الأمريكية،ونريدهم أن يعلموا أنا لسنا من السذاجة ليأتينا نابليون مكرر،يتحدث بالقرآن ويستشهد،وتنقصه العمامة والجبة والقفطان ليصير شيخاً لا من الأزهر ولكن من الكونجرس!!!.

وليد صابر شرشير-برج البرلس(14جمادى الآخرة1430للهجرة)