قصيدة "وبدأت أسأل"

طيّب الله أنفاسك أبا خلاد.. تحيتي لخلاد يكبرتحت أفواف الأصيل..

أبا خلاد صديقي..

السلام عليكم ورحمة الله وبركلته

تعلم أن الشعر يُجدي ولهذا أنت كتبته!!..إذاً يجمل بجملة"ما عاد الشعر يجدي في زمن الحراب "مع سوابقها أن نتلاشاها جميعاً ألفاظ أعرف أنك لم تردها إلا على المجاز ،واستطراد تداعي البيان مع شعورك الثائر..أجمل بالشعور أن يُبنى بالتسلسل لبناية صورة خالدة؛لقد استهلك الشعراء مقولة :أن الشعر والكلمات غير مجدية..لسنا يا صديقي صدىً ..

أعلم أنك لا تريد السوداويّة المطبقة على القصيد..وأعلم أن غاية أمرك رسم حالة نفسك لجدوى الكلمات في مقابل السيف والرمح..ولكن كصديق أرى أن تلك حالة ثورة وليست حالة مزامنة الكتابة ورسم الصورة بالشعور ..يجب أن نكون جادّين في الكلمة لتكون ذات جدوى حقيقية في عصر البخس..

ولعلمك ما صفّد إلا محشوّ الترّهات!!والحداثة صفّدت العقول باللغو والإسترسال في رسم الصور وحشدها في رقعة القصيد ؛حتى يتّسم بالتجديد والغرائبية وكثير من لغو القول المتسم بالعسف والضعة...

صراحةً كنت أدّخرك للحكمة لا للدائرة المفرغة..يا صديقي ولازلت أقول بأن فيك أصالة يجب من استخدامها بحرفة ودربة..إن الشعور الطيّب يلد المقولة الباقية الطيّبة..وكذلك فالقنديل لا يُسمّى قنديلاً إلا مضاءً...إننا-ولعلمك-في عصر الكلمات وحروبها؛إن عجزنا فلا قول لنا ولا هويّة وقد ضعنا وصدق علينا القول..
إن تصفيد الكلمة يا صديقي يأتي من أن دواوين من رأيت كلماتهم مصفّدة بها مصفّدة بالتغريب وعدم الأصالة والجديّة..والقول الصادق يبقى..ويبقى ألا تجحف في القصيد يا هشام..وانظر مليّاً في الوزن ..
وما الإضمار والحذف؟؟..أتقصد تلك التعابير النظمية في الأوزان الخليلية؟؟..لو كنت تعني هذا ..فما معناه؟!..أمعناه أن شعرك مليء بالإضمار والحذف..وذلك شئ طبيعيّ في الشعر العروضيّ الموزون تبعاً لأصول وقواعد عروضيّة..
أرجو البُصر بالصور جيّداً لأنك تعني لي الكثير..وأريد لقولك الجدوى ..ولا تتبع الهتاف والإستطراد دون التبييين..وكذلك معرفة أصول الوزن هى ميشمة أهل الألمعية العربية الأصيلة..
لنحترم ذاتنا يا هشام وكفانا ترديداً لمعانٍ مستهلكة..أرجو أن تمتعنا بأصالتك ..فعندك الكثير من العطاء ينقصه الضبط والربط وأنت عليهما لقدير..
أخيراً ما قلته يرد عليه..وتبقى أنت أخ أعتز به..محبتي لك ولخلاد المشرق بروح أبيه الزاهية..

أخوكم

*** 

الأخ الكريم
شكراً لك