هل يكتمل المحاق؟..نداء تخرسه الغصة

حقيقة ما يحدث يجعلني في حيرة،لابد أن تمتد مسيرة الثورة،لابد أن يقوم حكم مدني،ولكن هذه المأساة التي ستجني منها هى مصر؛بل نحن،اليوم لا يجب أن نتفاخر بالثبات للفتنة،نعم نريد أن نحقق أهداف الثورة ولكن يجب ألا نجعل من ثورتنا خراباً،نحن لا نحارب الفلول بل نقدم إليهم زهرة تعبر عن أننا في طريق الدماء والغون..!.
ستسألني:تريد تحقيق الثورة،وأن تجئ حكومة مدنية ؟أقول:نعم ..تسألني:ما رأيك في الحادث؟،أقول:خسارة..ليس لأني غير مؤمن باستمرار الثورة،ولكن بالطريقة التي تدار بها الأمور،هذه بلدي،ويجب أن نعيش عصر الأمن وقد حطمنا عصور الخوف،لا يجب أن نفتش عن المتاعب،والأمر لا يكلفنا إلا أن نمرن عقولنا على التفكير السليم،أن نفهم أن القوى الخارجية تريد ألا نستقر،نريد أن نحكم على القضية من باب حشد التأييد وليس حشد المتظاهرين؛قبلُ كنا نخاف أن نجهر بما في قلوبنا؛ونحن كشعراء كنا نقول رأينا ملثَّماً في الرمزية والبيان استعارةً وتشبيهاً وكناية..إلخ..
اليوم وضح الخفاء..اليوم لنؤكد وطنيتنا،والله الذي لا إله إلا هو لن تتعدل الأمور إلا بتعديل أدمغة الناس توجيهاً إلى الصواب،والفلول بيننا وحتى في مثيري التظاهر ؛إنهم يريدوننا لا ننعم بنجاح الثورة..لماذا نتظاهر؟،الانتخابات ها هى تكتمل وتتداعى وتتحدد،والجميع يشارك،الكل يؤمن أن الحرية ليست محض توهّم..الجميع يشاركون في النهضة..فقط إنه ليس اجتثاثاً من أصل الأرض للفلول،ولكن بالحكمة والتريث والمنهج المعتدل،بالنور واليقين الثابت،بالمصالحة،بالفهم،بالوعي الكامل المنقذ الوطن من الانعكاسات الخطيرة والانتكاسات الأخطر..
الحلم لا يتحقق في الآن،نحن أبعدنا وطننا من مزالق النظام المستبد الأعور العينين،يجب ألا نمعن في الإطاحة حتى بنا نحن!!!،علينا التواؤم مع المناخ،لا نرضي بحكم العسكر فلنمد عيوننا للأفضل،وها هى الانتخابات ثم إتمام مجلسي الشعب والشورى ثم الانتنخاب الرئاسي...
أحرق ما يحرق النبض والأعصاب أن أشهد كل يوم ويلاً،رحمة الله على أبناء مصر البررة؛ممن يدافعون عن مقدساتها ويعملون على علوّ رايتها..لا يسعني إلا أن أقول،أحياناً يجري القلم بكل ما أرى وأسمع،وأحياناً أجد الغصة تسد حلقي،فيقف القلم،بل لو كتبتُ لا أستطيع نشر ما أكتب..وأرى أن مصر فوق الجميع،ويجب قبل كل اضطلاع بتوجيه الدفة أن نمعن في أحوال الملاحة،ونضبط الإيقاع الخلاق؛ليس فخراً أن نندفع بقدر فخرنا في أيّ اتجاه اندفعنا؟وهل اندفاعنا للصواب أم تخبّطاً وجناية؟!...

أنا قد سمعتُ وقد بكيتُ فمن بكى يبكيني
أنا ثورتي الحرية البيضاء فسحرها يكفيني
أنا قد رفعت شعار مصر وعمرها يبقيني
يا مصر زهرات البرلس في قصيد جبيني
مترافعاً عن حلمها الذهبيّ في تكويني
متفائلاً رغم الضياع وقسوةٌ وأنيني
ماذا سمعتُ؟سمعت أفكاري بلا توهينِ
أسمعتَ عن حر العطاء يصير حرب جنونِ؟!
ما بال أولاد العطاء فيلهبون شجوني؟
أنا سائل الأحلام؛يا أحلامُ هل أتاكِ يقيني؟
تتساءل الأيام عن سحر الأسى وخنقة المشحونِ
فسمعتُ حتى قد قذفت الدمع لا يهجوني