أصالة الكلمة والبحث والخلق..والدكتور:جابر قميحة..ترحيباً مجمعيّاً يليق..

بسم الله الرحمن الرحيم

كان "مجمع الأصالة" ولا يزال هو ملتقى الأصاليين تبعاً لنظرية الأصالة في الذوق العربيّ وكيفية التقدم فيه من أسس نبنيها نحن دون وصاية أو تبعية..ولقد رحب الرجل بهذا..وأرسل لنا بسيرته الأصالية التي سندرجها في نشرتنا القادمة بإذن الله..
إن من بدع القول الإشادة بمن نتوسّم فيه الألمعية وكل مجهود يبذل لإعلاء ذوق هذه الأمة التي تحتاج وقفات ووقفات..ولما كنا في سبيل نهضة بنيناها ويلزمها التطبيق على كل فرد عربيّ مفكر وعلى نتاجه الفكريّ والأدبيّ والثقافيّ فقد اهتدينا إلى طبقات الأصالة التي هى ليست خلواً أبداً من الرحابة،ولا تدّعي التقنين والأطر الجامدة بحيث تنشد الترقي والوميض الحيّ..
بالفعل كلنا نشتاق لألمعيين نجباء ليس همهم النقل عن الأجنبيّ بقدر عزمهم الفولازيّ في الخروج من التماهي وقصفه بمدفع الفهم الدقيق.ولازال الطريق مخاض اللاعبين، ولازالت-رغم التماهي-الكرة بين أرجلنا..ولازال القمر يتنفّس من زاوية ضيقةٍ ضوءًا ينبؤنا بالتحرّك مخافة محاقٍ لا نرى منه الوقت والذات والهويّة..
والحقيقة وجدت الأستاذ الدكتور/جابر قميحة..شديد الترتيب مع النفس؛بمعنى:أنه ولع بتطبيق القواعد الراقية حتى يصل نص الكاتب للمتلقّي..ولكن قد ينقد شعراً وإحساساً عاليي الأصالة كما فعل مع "حافظ إبراهيم"مطبّقاً أن حافظ ليس ذا أفق لرسم قصّة في الشعر ..وأنا أرى أن حافظ مولع برسم القصة في صورة كلية عالية الجودة..لنأخذ القصة الأصالية مثلاً...فنحن وكما تنشد أنت نحب القصص بتسلسل للمتعة والإفادة والمعقوليّة ..وهى سمات رسمناها في القصص الأصاليّ..فلقد ركلنا معظم سمات الغربيّ وأتحنا الهواء لدوافعنا لتنهض..والقص الشعريّ ليس مطالب برسم كل خلفيّات القصة وظلالها بل ظلاله هو مطعّماً بسبك القصة وظلال عابرات نحسّها مع الصورة المختلجة..
///
ولكن أيضاً فكل نقدنا مأخوذ من وجهة نظر الآخر..تعال لنر كيف أن المعلّقات رسمت بأبيات قلائل ملاحم ينتشي لها الوجدان الراقي..صوراً تستقطب الذهن والقلب ويعملان متحدين في فلك النشاط الأريحيّ الوافي..وإذ جئنا لخليل مطران(شاعر القطرين)وجدناه مع المدارس الشعرية المتغرّبة صوراً وأسلوباً..الأصالية نفساً وتعبيراً..نجده يحتذي بالمنتج الغربيّ..يكفي الشاعر العربيّ لمحة لتصوير قصة في بضع أبيات..يكفيه لمحات عابرات وليس عليه أن ينتهج القصة بتسلسلها وتشويقها وحبكتها..ولكن الدربة وأنت شاعر أيضاً تستلزم حشد الدلالات وراء بيت معيّن ..وأما النثر فطبيعته تحتاج الوضوح الذي يهيئ للحبكة المعروضة للتشويق وخلافه..
///
أرحّب بقامة تريد الأصالة منها الكثير ..لأننا نمضي بطريق تحتضنه الأشواك والثعابين...كل الأمة في طريق خطر يكتنفه المتغربون ذوقاً حد الإختناق والملل والتماهي..كيف نحن ؟؟كيف كنا؟؟كيف صرنا؟؟كيف لاننهض؟؟..من يؤمن بالجدوى فمعنا أصاليّ الأمة بضمير سليم..والأصالة لا تنسى أبناءها..دمتَ أخانا الغالي/د.جابر قميحة رمز فكر نحترمه ونريده للمعالي..

//

رئيس مجمع الأصالة
وليد صابر شرشير
10محرم1430للهجرة/البرلس